الصوانية السمجة الخشنة الملمس توصل إلى صقلها وجعلها مستطيلة أكثر من سابقاتها المائلة إلى الاستدارة وجعل يعتني بمقالع الصوان ويبحث في الأرض بقرون الحيوانات كالوعل لاستخراج أفضل أنواعها. وكان من يستعمل المطارق من الصوان أيضاً ومن الحجارة المستديرة القاسية. وفي هذا الزمان أكثر انتشار الإنسان في الأرض لأن آثاره وجدت في معظم جهات العالم.
زمن العبور من الهمجية إلى الحضارة - مر على الإنسان نحو ألف سنة حاول فيها العبور من استعمال الحجارة إلى استخدام المعادن. وكان الناس في آخر هذا الزمن قد ارتقوا كثيراً عن سابق عهدهم حتى أنه وجد عند اكتشاف أميركا من بقايا الهنود وآثارهم الراقية ما يخجل سادتهم الأسبانيين الفاتحين ووجدت كتابات رمزية في المكسيك لم يهتد العلماء إلى حل رموزها إلى الآن ولسوف تحل مع الزمان فيكون من وراء ذلك أعظم فائدة للتاريخ. لأن في المكسيك شيئاً كثيراً منها فلا تقل فائدتها عن كشف رموز اللغة الهيروغليفية في وادي النيل خصوصاً لأن رسومها تماثل شيئاً ما في الهند والصين وحيواناتها تشبه حيوانات هاتين المملكتين فإذا حلت هذه الرموز كانت للعلم من أثمن الكنوز.
ويمتاز هذا الزمان بوفرة كوم بقايا الأطعمة من أصداف الأسماك وغيرها لأن معظم المساكن كانت بالقرب من البحيرات والأنهر وكان لها منافذ للنجاة إلى المياه عند الوقوع في خطر من هجوم الضواري. ووجد كثير من آثار الأبنية على الآكام وعلى مرتفعات صناعية محضة وحولها ركام من فضلات المأكولات وهي أسماك وحيوانات ونباتات بعضها مطبوخ بالنار.
أما في سويسرا حيث البحيرات الجميلة تحيط بها الجبال فيظهر أن الإنسان هناك سبق جيرانه في الارتقاء مستقلاً استقلالاً نوعياً فكان يبني أكواخاً على ضفافها ويلقي فضلات طعامه فيها ويتقي الخطر بفتح نوافذ إلى المياه أو ببناء مسكنه في وسط الماء كمما شوهد في بعض الأماكن ولذلك انصرف أيضاً إلى زراعة القمح والشعير مع صيد الأسماك والحيوانات. وتوصل إلى صنع الخزف ونسج الحصر والحبال وشيء من الأثواب وكانت أهم أدواته الحجر وقرن الوعل.
ويمتاز جميع أهل هذا الزمان بإقامة أبنية مستديرة الشكل متجهة إلى الشرق أو الغرب أو