كتب أولاد
من مقالة لأحد العالمين من الأوروبيين أن كتاب الولد يجب أن يحوي شرطين رئيسيين أن يعجب القارئ به ويهتم له والإعجاب به يكون بما يحويه من الصور والاهتمام له يكون بما تضمنه من الموضوعات اللطيفة وهذه الصفات تحتاج لتأليف كتاب من هذا النوع إلى رجل مفنن ورجل كاتب وأن يكون كلاهما مفطورين على معرفة مخاطبة الأولاد وقلما يتوفر ذلك. وقليل في كتب الأولاد المفيد لان الأسفار التي تجعل بين الأطفال هي في العادة سقيمة الإنشاء عليلة التصوير كأن المؤلفين والمصورين يقصدون إلى إدخال السآمة على نفوس الصغار بما يكتبونه ويرسمونه على ما اتفق فالقصص التي يوردونها مملة يريدوا أن يعلموا بها بدون أن يسألوا وأن يعطوا دروساً في الأخلاق والتهذيب لا تستميل قلوبهم وليست سوى مواعظ وما أحرى تشبيهها بحقول بائرة لا تنبت فيها زهرة ولا تجد فيها ما يبعث حماسة الشبيبة نعم هي صور مضحكة يفهما الولد على حسب مداركه ولكنها لم تخرج عن كونها قصصاً عامية ينضم فيها الابتذال إلى فساد الأحكام. فارغة لا جاذب فيها تتعب قارئها إذا قرأ منها الصحف الأولى فيتخلى عنها قبل أن يتمها. فالآداب التي يدرسها الأطفال هي ولا جرم مخالفة للمقصد منها في معظم البلاد. قلنا هذه شكوى البلاد الإفرنجية من رداءة كتب الأطفال عندهم وهي ما هي فما هو الحال إذاً في مدارس البلاد العربية.
تجار الأميركان
لكل مخزن كبير في الولايات المتحدة مدرسة خاصة لتعليم مستخدميها وبائعيها تعليماً تجارياً خاصاً يدربون في الغالب كما يدرب الجند لان تجار الولايات المتحدة قد أيقنوا بأنه يصعب إيجاد مخازن كبرى إذا لم يكن فيها نظام مدقق ولذلك يدخلون الصبيان والبنات إلى هذه المدارس في الرابعة عشرة من سنهم فيعلمونهم في الصباح الحساب والإنكليزية ليجيدوا التكلم بها كما يعلمونهم الإفرنسية ويمرنونهم نصف ساعة على الألعاب الرياضية كل يوم لتكون حركاتهم منتظمة شأن المستخدم اللبق وفي النهار يشغلونهم في أعمال المحل ولكن بدون أن يختلطوا مع الزبن. وبعد تمرينهم ثلاثة أشهر على هذا النحو يبدأ بتعليمهم معرفة الأصناف التجارية وفي المساء يعلمونهم شيئاً من التعليم النظري فيدرسون مثلاً كيفية عمل البضائع ومحال عملها بحيث يستطيعون بعد أن يلقوا درساً مختصراً لمن تريد