وتجيء بعد التيمس جريدة الديلي تلغراف أنشئت سنة 1855 وشهرتها عظيمة وهي بإعلاناتها أشهر جريدة في إنكلترا بل في أوربا وتأثيرها الأدبي والسياسي أقل من التيمس ولكن أخبارها كثيرة واسعة النطاق وهي التي اشتركت مع جريدة نيويورك هرالد وبعثت هنري ستانلي للمرة الثانية للبحث ع داود ليفنكستون الذي اهتمت له إنكلترا وكان من ذلك افتتاح الكونغو وأصقاع البحيرات العظمى في أواسط أفريقية. وجريدة المورنن بوست أول الصحف اليومية بإنكلترا أنشئت سنة 1772 وهي لسان حال المنورين والإشراف تدعو إلى التوسع في الاستعمار وتخالفها الديلي نيوز وهي تدافع عن المسائل المهمة فقد دافعت عن إيطاليا ويونان وبلغاريا وأرمينية وارلندا وحملت على عدائهن حملات منكرة وهي الصحيفة الوحيدة التي لا تنشر أخبار المسابقات والرياضات. وجريدة الديلي كرونيل هي الجناح الأيمن للأحرار والستاندارد أسست عام 1827 مقبولة جداً في عاصمة الإنكليز وبين الأشراف المتوسطين وأشراف الأرياف. وجريدة المورنن ليدر غريبة مقبولة من العامة بترتيبها ووضعها وكثرة مكاتيبها في الخارج كثرة لا تضاهيها فيها جريدة اللهم إلا التيمس والديلي تلغراف. ثم تجيء الصحف الأسبوعية التي تصدر يوم الأحد فمنها جريدة النيواوف دي ورلد وجريدة اللويد وكل منهما يطبع مليوناً وأربعمائة ألف نسخة.
بين هذه الصحف نشر صاحب الديلي ميل جريدته فنطر نظرة بليغة فيمن تقدمه فلم ير أن يسبقهن في إنشاء جريدته ولا في رخصها ورأى أن إصدارها قبل ميعاد الصحف مما يهيئ لها قراء كثيرين خارج لوندار فقد كانت صحف هذه العاصمة تطبع بين الساعة الثانية والثالثة بعد نصف الليل وتسافر الساعة الخامسة في القطارات فتصل إلى الأماكن التي تبعد مائة كيلو متر عن لندرا وقت الفطور وإلى الأماكن البعيدة ثلثمائة واثنين وعشرين كيلو متراً حوالي الظهر فاكترى صاحب الديلي ميل قطارات خاصة لجريدته تسافر إلى الجهات المختلفة فتوزع جريدته إلى أيعد الأماكن قبل أن يتناول المطالعون جرائد ولاياتهم نفسها مخافة أن يكتفوا بهذه عن مطالعة الصحيفة اللندنية وكان لذلك يطبع جريدته قبل ساعة ثم قبل ساعتين من طبع رصيفاته وبذلك استغنى كثير من القراء خارج لندن عن سائر صحفها وبعض صحف الولايات وارتفع معدل ما يطبع من الديلي ميل بعد بضعة أشهر من 250 ألفاً إلى 475 ألفاً ولم يلبث أن صار 700 ألف ولم تصل إلى السنة الثالثة