الفرنسي لم يخترع طريقته إلا منذ ستين عاماً فقط.
قلنا وعجيب تفاني المصريين في إحياء المدنية العربية فإذا أثبت صديقنا أحمد زكي بك أن العرب اخترعوا طريقة الحروف البارزة فقد أثبت في السنة الماضية صديقنا أحمد تيمور بك أن العرب سبقوا الأوروبيين في الطيران فقال:
مهما نسينا أو تناسينا فلن ينسى التاريخ أبا القاسم عباس بن فرناس حكيم الأندلس كلما ذكر زبلن وسنجر وإضرابهما فإن من يرجع البصر في صفحاته يجد بين من خصهم الله بمواهب في استخراج العلوم واستنباطها اسم هذا الحكيم مقروناً بالغرائب والمدهشات فهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة وصنع الآلة التي تعرف بها الأوقات على غير رسم ومثال ومثل في بيته السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها تمثيلا يخيل للناظر أنه حقيقة فقال مؤمن بن سعيد الشاعر يداعبه:
سماء عباس الأديب أبي القا ... سم ناهيك حسن رائقها
من أبيات تركت ذكرها لقذاعة هجوها، وهو الذي احتال في تطيير جثمانه فكما نفسه الريش ومد له جناحين طار بهما في الجو مسافة بعيدة ولكنه لم يحسن الاحتيال في وقوعه فتأذى في ظهره لأنه لم يعمل له ذنباً ولم يدر أن الطائر إنما يقع على زمكه وفيه يقول الشاعر المتقدم ذكره من أبيات:
يطم على العنقاء في طيرانها ... إذا ما كان جثمانه ريش قشعم
فنرى من ذلك أن الرجل كان من أسبق الفائزين بالطيران من بني الإنسان ولا يغض من اختراعه تقصيره عن الشأو البعيد فيه فذلك شأن كل مشروع في بداءته وحسبنا أن منتحلي هذه الصناعة مع ما مر عليهم من القرون لم يزالوا دون الغاية المطلوبة منها إلى اليوم أفلا يكون من الإنصاف التنويه بذكر هذا المخترع.
طول الحياة
ثبت أن مدة الحياة البشرية آخذة بالازدياد فقد كان معدلها في أوروبا خلال القرن السادس عشر للميلاد لا يتجاوز العشرين سنة فبلغ الآن 40 وربما 44 سنة ولذلك رأى معظم شركات ضمان الحياة أن يعيدوا النظر في قوانينهم ويتساهلوا في ضمانة النفوس وسبب هذه الزيادة في الأعمار ما بلغته العلوم الطبية في الخمس والعشرين سنة الأخيرة من