وقتلوا في الجامع ... لساجد وراكع
وتابعوا الأذية ... وأعظموا الرزية
وأوقعوا البلية ... وأقلقوا البرية
وأغلقوا المساجدا ... وأقفلوا المعابدا
وأكثروا المفاسدا ... فحرموا المحامدا
وعطلوا المنابرا ... وحقروا الأكابرا
ودمروا الأصاغرا ... واشتهروا المناكرا
وقصدوا أذاناً ... وأسكتوا الآذانا
وتابعوا الشيطانا ... وخالفوا السلطانا
وبات كل حالم ... من جاهل وعالم
وقاعد وقائم ... بالغم كالرمائم
وكل سوق سكرا ... وقل بيع وشرا
وقام سوق الإفترا ... ودام هذا أشهرا
يسوء فينا مدة ... حكت ليالي الردة
فلم تنزل في شدة ... ومحن ممتدة
والأرجوزة طويلة وهي على هذا النمط وقعت في نحو خمس ورقات بالخط الدقيق المندمج قال في آخرها: وجميع هذه الشكاية إنما هي مما وقع من الشرور والفتن في سنة ألف ومائة وسبعين في دمشق وما جرى واتفق خارجها من نهاب الجردة في سنة إحدى وسبعين ثم ما وقع فيها من انتهاب الحج وما حصل إذ ذاك من الفساد والإفساد من طائفة الأعراب والأوغاد ولما انتهبت الجردة ثم مات أميرها ثم انتهب الحج وانهزم أميره ورجع إلى دمشق من سلم من القتل منهوباً من السلب وكانت نار الفتنة لم تزل ثائرة في دمشق بين طائفة القول وطائفة الينكشارية من مضي عشر ليال من شهر رمضان والقول إذ ذاك محاصرون في القلعة فلما أقبل المنتهبون من الحجاج إلى دمشق خرجت طائفة الينكشارية يتلقون المنهزمين والمنتهبين من الحجاج فكل من ظفروا به وكان من القول قتلوه وأخذوا ما يجدونه معه من متاع أو دابة أو غير ذلك حتى أنه قد بلغني أنهم ظفروا بأحد القول