فما تم في سعد ولا آل مالك ... غلام إذا ما قيل لم يتبهدا
لهم وهب النعمان ثوبي محرق ... بمجد معد العديد والمحصل
وأما الفرس الورد فإن الخيل حصون العرب ومنبت العز وسلم المجد وثمال العيال وبها تدرك الثار وعليها تصيد الوحش وكانوا يؤثرونها على الأولاد باللبن ويشدونها بالأفنية للطلب والهرب وقد كنى الله عنها في كتابه بالخير لما فيها من الخير فقال حكاية عن نبيه سليمان صلى الله عليه وسلم (إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) يعني الخيل وبها كان شغل سليمان عن الصلاة حتى غربت الشمس وقال طفيل:
وللخيل أيام فمن يصطبر لها ... ويعرف لها أيامها الخير يعقب
وقال آخر:
ولقد علمت عَلَى توقي الردى ... إن الحصون الخيل لا مدر القرى
اني وجدت الخيل عزاً ظاهراً ... تنجي من العمى ويكشفن الدجى
ويبتن بالثغر المخوف طلائعاً ... وتبين للصعلوك جمة ذي الغنا
باتوا بصائرهم عَلَى أكتافهم ... وبصيرتي يعدو بها عتدٌ وأَى
والبصيرة الدم يريد أنهم لم يدركوا الثار فثقل الدماءُ عَلَى أكتافهم وأنه قد أدرك ثأره على فرسه وحدثني محمد بن عبيد قال حدثني سفيان بن عيينة عن شيب بن غرقدة عن عروة البارقي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة).
قال أبو محمد وليس لأحد مثل عتاق العرب ولا عند أحد من الناس من العلم بها ما عندهم وسأذكر من ذلك شيئاً فيما بعد إن شاء الله. وإذا كان للرجل منها جواد مبر كريم شهر به وعرف فقيل العسجدي ولاحق وداحس والورد. وليس أعجب من سرير كسرى وفخر العجم به وتصويرهم إياه في الصخور الصم وفي رعان الجبال. وإذا رأيت العرب تنسب إلى شيء خسيس في نفسه فليس ذلك إلا لمعنى شريف فيه كقولهم لهنيدة بنت صعصعة عمة الفرزدق ذات الخمار لذلك قال أبو عبيدة كانت هنيدة بنت صعصعة تقول من جاء من نساء العرب بأربعة مثل أربعتي يحل لها أن تضع عندهم خمارها فصرمتي لها أبي صعصعة وأخي غالب وخالي الأقرع بن حابس وزوجي الزبرقان بن بدر فسميت ذات