مجله المقتبس (صفحة 2443)

خذوني للوغى معكم خذوني ... ممرضة لجرحاكم حنونا

وإن لم تفعلوا فخذوا ردائي ... به شدوا الجروح إذا دمينا

* * *

ولما جد جدهم استقلوا ... على ظهر القطار مسافرينا

فطاروا في مراكبه سراعاً ... بأجنحة البخار مرفرفينا

وظل الجيش صبحاً أو مساءً ... تسير جموعه متتابعينا

فلم يتصرّم الأسبوع إلا ... وهم بربى فروق مخيمونا

هنالك قمت مرتحلاً إليهم ... لأبصر ما أؤمل أن يكونا

* * *

وباخرة علت في البحر حتى ... حكت بعبابه الحصن الحصينا

يؤثر جريها في البحر إثراً ... تكاد به تظن الماء طينا

فتترك خلفها خطاً مديداً ... بوجه البحر يمكث مستبينا

ركبت بها على اسم الله بحراً ... غدا بسكون لجته رهينا

فرحنا منه ننظر في جمال ... يعز على الطبيعة أن يهونا

ومرأى البحر أحسن كل شيء ... إذا لبست غواربه السكونا

كأنك منه تنظر في سماء ... وقد طلعت كوكبها سفينا

* * *

أتينا دار قسطنطين صبحاً ... وقد فتحت لهم فتحاً مبينا

وظل الجيش جيش الله يشفي ... بحد سيوفه الداء الدفينا

فأرهق أنفس الطاغين حتى ... سقاهم من عدالته المنونا

ورد الخائنين إلى جزاء ... أحلهم المقابر والسجونا

وحطوا قصر يلدز عن سمآء ... له فانحط أسفل سافلينا

وأصبح خاشع البنيان يغضي ... عيوناً عن تطاوله عمينا

خلا من ساكنيه وحارسيه ... فلم تر فيه من أحد قطينا

هوى عبد الحميد به هوياً ... إلى درك الملوك الظالمينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015