مجله المقتبس (صفحة 2442)

في سلانيك

لقد سمعوا من الوطن الأنينا ... فضجوا بالبكآء له حنينا

وناداهم لنصرته فقاموا ... جميعاً للدفاع مسلحينا

وثاروا من مرابضهم أسوداً ... بصوت الاتحاد مزمجرينا

شباب كالصوارم في مضآء ... يرون وكالشموس منورينا

سلانيك الفتاة حوت ثراءً ... يهم فقضت عن الوطن الديونا

لقد جمعوا الجموع فمن نصارى ... ومن هود هناك ومسلمينا

فكانوا الجيش ألف من جنود ... مجندة ومن متطوعينا

تراهم فيه متحدين عزماً ... وما هم فيه متحدين دينا

هي الأوطان تجعل في بنيها ... إخاءً في محبتها رصينا

وتتركهم أولي أنف كبار ... يرون حياة ذي ذل جنونا

وإن الموت خير من حياة ... يظل المرء فيها مستكينا

* * *

مشوا والوالدات مشيعات ... خرجن وراءهم والوالدونا

يقلن وهن من فرح بواكٍ ... وهم من حزنهم متبسمونا

على الباغين منتصرين سيروا ... وعودوا للديار مظفرينا

ولا تبقوا الذين قد استبدوا ... وراموا كيدنا وتخونونا

فإن لم تنقذوا الأوطان منهم ... فلستم يا بنين لنا بنينا

فقد هاجوا على الدستور شراً ... بدار الملك كي يستعبدونا

هم الأشرار باسم الدين قاموا ... فعاثوا في المواطن مفسدينا

فما تركوا من الدستور (شورى) ... ولا أبقوا لنغمته (طنينا)

* * *

وكم قلن من قول شجيّ ... لهم فتركنهم متهيجينا

ومذ حان الوداع دنون منهم ... فقبلنا الصوارم والجفونا

وما أنسى التي برزت وقالت ... وقد لفتوا لرؤيتها العيونا

إلا يا راحلين لحرب قوم ... لئام ضيعوا الوطن الثمينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015