تربية الحواس
لم يعن علماء التربية حتى الآن بأن يجعلوا من جملة تربية الحواس ولايعلمون الولد في المدارس الابتدائية كيف يبصر ويسمع ويلمس ويشم ويميز الطعوم فيأتي الطفل من ذلك ما يروقه ويكون الجهل من هذا القبيل عاماً. فقد يبصر المبصرون بدون مبصر فسيعيشون البصر وليس غير العادة من قاعدة للمشمومات والمطعومات ولا يعرف الناس استعمال أصابعهم لتمييز الأشياء بمجرد لمسهم. وقد عني الأستاذ المرغاتس من أعضاء المجمع العلمي السميثوني في أميركا منذ بضع سنين بتلاقي هذا النقص في تربية الحواس فوضع طريقة جربها في أولاده البنين منهم والبنات فجمع إلى تمرين الحواس تهذيب العقل وهو مقر الحواس بل المركز العام لكل باصرة وسامعة ولامة وأخذ يعلم الأطفال على التفكر بسرعة وأن يستخدموا كل حاسة بسرعة فرلي خلايا الدماغ وأول ماكان يعلم الطفل التمييز بين الألوان فإنه استعمل لذلك أطر لذلك منوعة الألوان واطراً من ألوان واحدة تختلف بعض الشيء ويكرر من هذه الأُطر نحو ثلاثين ألف لون على نظر الطفل يعلمه التمييز بين ألوانها بأعيانها بحيث تتربى فيه ملكة النظر فلا يرتكب خطأ بعد في التمييز بينها.
ويبدأ بتعليم الطفل تمييز الألوان وهو في الثانية أو الثالثة عند ما يأخذ يتكلم وينتهي من التعلم في السابعة أو الثامنة وفي الرابعة من عمره تربى فيه ملكة السمع بواسطة آلة الاستماع التي تحقق الأصوات وتقيها الارتجاجات ولتقوية العقل يضعون بين أيدي الطفل ألعاباً عملية من نحو خشبة مثقوبة ثقوباً كثيرة يدخل فيها مسامير مختلفة الحجم على أسرع ما يكون فيتربى بصره على التمييز في الحال بين المسار الصالح للثقب الذي يريده وأن تتناوله يده بسرعة وتدخله في محله. وهناك لعبة الخاتم وهي عبارة عن هدف تجعل فيه كلابات فيقضى على الولد أن يرمي بالخواتم بحيث تعلق في الكلابة الخاصة بها. وقد ذكر الأستاذ غرائس بأن قوة العضلات يمكن إنقاصها وزيادتها بزيادة الحرارة والبرودة في الأعضاء بل بواسطة المنبهات كالشاي والقهوة وذكر أن الصباح خير الأوقات للرياضة العضلية بعد أن يكون الإنسان استوفى حظه من نوم الليل وأنه لابد من أن يعقب تلك الرياضة بعد أن يكون الإنسان استوفى حظه من نوم الليل وأنه لابد من أن يعقب تلك