يسلتذه غيره منها وكذلك الصحة يكفي حسه في تعريفه النافع والضار فلا ترض لنفسك حفظك الله إلا بما تعلم انه يناسب طبقة مثالك واغلب خطرات الهوى بعزمات الرجال الراشدين واطمح بنفسك إليها تتركك في طاعة عقلك فإنك تسر بنفسك وتراها في كل يوم مع اعتماد ذلك في رتبة عليا ومرقاة من سماء.
ومن رسالة في السعادة كتبها المؤلف إلى رشيد الدين الصوري وقد أهدى إليه تأليفاً له يحتوي على فوائد ووصايا طبية وهي من السجع على خلاف عادته: أدام الله أيام الحكيم الأجل الأوحد الأمجد العالم العامل الفاضل الكامل الرئيس رشيد الدنيا والدين معتمد الملوك والسلاطين خالصة أمير المؤمنين بلغه في الدارين نهاية سؤله وكبت حسدته وأعاديه ولا زالت الفضائل مخيمة بفنائه والفواضل صادرة منه إلى أوليائه والألسن مجتمعة على شكره وثنائه والصحة محفوظة بحسن مرعاته والأمراض زائلة بتدبيره ومعالجاته المملوك ينهي ما يجده من الأشواق إلى خدمته والتأسف على الفائت من مشاهدته ووصلت المشرفة الكريمة التي وجد بها نهاية الأمل والإرشاد إلى المطالب الطبية الجامعة للعلم والعمل وقد جعلها المملوك أصلاً يعتمد عليها ودستوراً يرجع إليه لا يخليها من فكره ولا يخص بما تتضمنه في سائر عمره ومال المملوك ما يقابل به إحساناً مولانا إلا الدعاء الصالح والثناء الذي يكتسب من محاسنه النشر العطر الفائح وكيف لا أشكر أنشر محاسن من لا أجد فضيلة إلا به ولا أنال الراحة إلا بسببه فالله يتقبل من المملوك صالح أدعيته ويجزي مولانا كل خير على كمال مروءته إن شاء الله.
وأما فوائد الكتاب الطبية والاجتماعية فما ينبغي أن يفرد بالبحث ولا يسع الطبيب والأديب جهله فمن ذلك ما قال به ثابت بن سنان قال ولما كان سنة تسع عشرة ثلاثمائة اتصل بالمقتدر إن غلطاً جرى على رجل من العامة من بعض المتطببين فمات الرجل فأمر إبراهيم بن محمد___بمنع سائر المتطببين من التصرف إلا من امتحنه والدي سنان بن ثابت وكتب له رقعة بخطه بما يطلق له من الصناعة فصاروا إلى والدي وامتحنهم وأطلق لكل واحد ما يصلح أن يتصرف فيه وبلغ عددهم في جانبي بغداد ثمانمائة رجلاً ونيفاً وستين رجلاً سوى من استغنى عن محنته باشتهاره بالتقدم في صناعته وسوى من كان في خدمة السلطان. قلت وهذه الشهادة الطبية نالها من أطباء بغداد بعد العلم والعمل ولا عجب