أطال بين البلاد تجوال ... قصور مالي وطول آمالي
إن رحت عن بلدة غدوت إلى ... أخرى فما تستقر أحمالي
كأنني فكرة الموسوس لا ... تبقى مدى لحظة على حال
وكقوله وكتبها على عود
رأيت العود مشتقاً ... من العود بإتقان
فهذا طيبٌ أناف=وهذا طيب آذان
وكقوله
لا ملك ما فيه كملوك آلة ... سوى أنه يوم السلاح متوج
وقيم لإصلاح الورى وهو فاسدٌ ... وكيف استواء الظل والعود أعوج
وكقول الرحبي:
إذا تقضى شباب المرء في نغص ... فما له في بقايا العمر من إرب
وهناك من المنظومات الطويلة ما هو السحر الحلال. أما المنثور فطريقته طريقة التسجيع التي غلبت على أهل اقرن الخامس فمن بعدهم إلا أن فيه المرسل مثل كلام لأمين الدولة ابن التلميذ كتبه في ضمن رسالة على ولده وكان يعرف برضي الدولة أبي نصر قال والتفت هناك عن هذه الترهات إلى تحصيل مفهوم لتميز به وخذ نفسك من الطريقة بما كررت بذهنك عليه وإرشادك إليه واغتنم الأماكن واعرف قيمته وتشغل بشكر الله تعالى عليه وفز بحظ نفسي من العلم تثق من نفسك بأن عقلته وملكته لأقرته ورويته فإن بقية الحظوظ تتبع هذا الحظ المذكور وتلزم صاحبه ومن طلبه من دونه فإما أن لا يجدها وإما أن لا يتعمد عليها إذا وجدها ولا يثق بدوامها وأعوذ بالله أن ترضى لنفسك إلا بما يليق بمثلك أن يتسامى إليه بعول همته وشدة أنفته وغيرته على نفسه ومما قد كررت عليك الوصاة به على أن لا تحرص على أن لا تقول شيئاً لا يكون مهذباً في معناه ولفظه ويتعن عليك إيراده فأما معظم حرصك فتصرفه إلى أن تسمع ما تستفيده لا ما يلهيك ويلذ للاغمار وأهل الجهالة نزهك الله عن طبقتهم فإن الأمر كما قال أفلاطون الفضائل مرة الورود حلوة الصدر والرذائل حلوة الورد مرة الصدر وقد زاد أرسطوطاليس في هذا المعنى فقال: عن الرذائل لا تكون حلوة الورود عند ذي فطرة فائق بل يؤذه تصور قبحها إذا يفسد عليه ما