من موقد جعل تحت الأرض. والحمامات في مدينة رومية كمحال الرياضة في المدينة اليونانية هي مكان اجتماع من لا عمل لهم. بل كانت الحمامات في مدن الرومان أعظم من محال الرياضة عند جيرانهم اليونان مئات من المقاصير على اختلاف أجناسها فمن مقصورة باردة إلى فاترة إلى حارة إلى صوان للثياب ومقصورة لدلك البدن بالزيت ومحل للمحادثة ومقاصير للرياضة وحدائق يحيط بكل ذلك سور عظيم. وقد شغلت خرائب حمامات كاركالا بالقرب من رومية مساحة عظيمة من الأرض.
العبيد: ويأتي تحت طبقة الأحرار الفقراء الطبقة الأخيرة وهي طبقة العبيد الذين هم في بعض البلاد معظم السكان. والسادة من الرومانيين كالشرقيين لعهدنا كانوا يحجبون أن يحيط بهم جمهور من العبيد. ففي البيت الكبير الروماني يعيش مئات العبيد ينقسمون بحسب خدم التي يتولونها فمنهم الموكلون بالفرش وتعهد الأواني الفضية والأعلاق والتحف ومنهم حفظة للثياب ومنهم وصائف ووصيفات ومنهم القيمون على المطبخ والحمام ومنهم رئيس المتكأ ومعاونوه ومنهم عبيد الموكب الذي يرافق سيد البيت وسيدته في الشوارع ومنهم حملة المحفة (المحارة) ومنهم الحوذيون والسواس ومنهم أمناء السر والثراء والنساخ والأطباء والمربون والممثلون والموسيقيون وأرباب الصناعات من كل صنف لأنهم في كل بيت كبير يطحنون الدقيق ويحيكون الصوف وينسجون الثيابي. ومن هؤلاء العبيد من حبسوا أنفسهم في المعامل يصنعون أشياء يبيعها سادتهم ويكون ربحها لهم ومنهم من يؤجرهم أصحابهم إلى الخارج على أنهم بناؤون أو بحارة فقد كان لكراسوس خمسمائة عبد من المهندسين. وكل هؤلاء يدعون عبيد المدن.
عبيد الريف: كل ملك (تفتيش) كبير يتوفر على زراعته عصابته من العبيد فهم الحراثون والرعاة والكرامون والبستانيون والصيادون ويجعلون شراذم تؤلف كل شرذمة من عشرة أشخاص. ويلاحظهم وكيل منهم يهيمن عليهم. ويرى صاحب الملك أن من دواعي إعجابه أن تخرج أرضه كل شيء فهو لا يبتاع شيئاً وكل حاجياته تنبت في أرضه وهذا مما يجعلونه من جملة الثناء على الأغنياء فصاحب الأرض يؤوي إليه عدداً عظيماً من عبيد الريف كما يسمونهم والملك الروماني أشبه بقرية ويسمى مصيفاً (فيلا) وقد بقي اسمها فأطلق عليه اسم مدينة (فيل) منذ القرون الوسطى وهو الملك الروماني القديم مكبراً.