الذين يؤدون إليه راتبه. وطريقة التعليم عبارة عن ضرب الأولاد بمقرعة أو بالعصي. وقد مثلوا في صورة وجدت في مدينة بومبي ولداً يمسكه أترابه بينا كان المعلم يضربه بالسوط.
وتعلم الأسرات الغنية أولادها عند مؤدب يكون رومياً في الغالب فيعلمهم النحو واللغة اليونانية. والمدارس العامة تقبل الشبان الأغنياء خاصة يرسلهم آباؤهم إليه ليتعلموا فيها الخطابة. وإلغاء المنابر لم ينزع من الناس ذوقهم للخطابة ومرانهم عليها. وعلى ذاك العهد بدأ المفوهون أو الخطباء يكثرون ويعلمون الناس كيفية الأداء فافتتحوا منذ القرن الأول في رومية مدارس يقبلون فيها الفتيان الأغنياء. وكان بعضهم يمرن تلاميذه على إنشاء المرافعات في موضوعات خيالية في الخطابة وقد حفظ لنا الخطيب سليك عدة من هذه الدروس الخطابية وموضعها أولاد مخطوفون ولصوص ومتشردون على أساليب مختلفة.
أسست على الولاء مدارس من هذا الطراز في جميع أقطار المملكة فكان في غاليا مدرسة قديمة في مدينة مارسيليا اليونانية يقصدها الطلاب من إيطاليا. وأصبحت مدرسة أوتون منذ زمن أغسطس عامرة أكثر من غيرها بالطلاب وهي التي بقيت عامرة إلى آخر أيام الإمبراطورية.
ثم أنشئت مدارس من هذا النوع في الشمال منها مدرس في ريمس وأخرى في تريف. وكانت في الجنوب لعدة مدن مدارس من مثل هذه وأشهرها هي التي أصبحت مدرسة بوردو بعد ذلك.
تنفق المدن على هذه المدارس فتيعين لها الأساتذة وتدفع لهم أجورهم والمقصد الأول منها تعليم أبناء الأسرات الغنية التكلم باللاتينية واليونانية وأن يكتبوا فيهما ليتمكنوا من أن يكونوا موظفين. ويعلم فيها النحو البيان خاصة. وكان أشهر أستاذ في مدرسة أوتون في القرن الرابع الخطيب أومين أرسله الإمبراطور قسطنطين وكان مدحه. وأعظم رجل في مدرسة بوردو هو أوزون مربي ابن الإمبراطور (369) ومؤلف عدة مقاطيع شعرية لاتينية متكلفة.
الأشراف: دثرت الأسرات القديمة الغنية في رومية إلا قليلاً ولكن قام غيرها من الأسر الحديثة التي أغتنت بالصيرفة والتجارة والتزام الجباية واستثمار الأراضي المفتوحة. وكلما تمكن غني من أرباب الأملاك من أن يعينه الإمبراطور حاكماً تشرف أسرته وبذلك شرفت