مجله المقتبس (صفحة 2174)

في رومية ليس مجلس الأمة إلا صورة والحكم لمجلس الشيوخ أي للأشراف.

من العادة أن يكون مقر الولاية مدينة أي مثل مدينة رومية مصغرة ولها معابدها وأقواس نصرها وحماماتها العامة وأحواضها ودور تمثيلها وميادين قتالها والعيشة فيه عيشة مصغرة من عيش رومية فتوزع الحنطة والدراهم على الفقراء وتولم الولائم العامة وتقام الحفلات الدينية الكبرى والألعاب الدموية. إلا أن رومية تقوم بما يجب لذلك من النفقات تأخذه من مال الولايات أما في الولايات فإن الأشراف يقومون بالإنفاق على حكومتهم وأعيادها. والخراج الذي يجيء لحساب الإمبراطور يحمل كله إليه ولذلك يقضى على أغنياء كل مدينة أن يقوموا بما يقتضي من النفقات للاحتفال بالألعاب وإحماء الحمامات وتبليط الشوارع وبناء الجسور والمجاري والساحات. قاموا بذلك مدة تزيد عن قرنين وأنفقوا عن سعة شهدت بذلك المصانع المنبثة في أرض المملكة وألوف من المكتوبات على الأحجار.

المستعمرات: تقيم رومية في البلاد التي تشك في خضوعها جيشاً صغيراً تسكنه فيها فيبني مدينة تكون حصناً حصيناً وتبعث إليه بأناس من الوطنيين الرومانيين يكونون جنداً وفلاحين في آن واحد ويجزئ الجيش الأراضي المجاورة إلى حصص متساوية توزعها عليهم وهذا ما يسمونه مستعمرة.

ويبقى المستعمرون وطنيين رومانيين ويخضعون لجميع ما تأمر به رومية. وتختلف المستعمرة الرومانية عن المستعمرة اليونانية ـ التي كانت كثيراً ما تشق عصا الطاعة حتى أنها لتحارب آثينة نفسها بأن تكون أبداً ابنة خاضعة لأمها فليست المستعمرة إلا حامية رومانية مرابطة بين الأعداء. وكانت أكثر هذه المحطات العسكرية في إيطاليا ولكن كان منها في مكان آخر مثل مستعمرة فاربون وليون وآرك فإنها كانت مستعمرات رومانية.

جيش التخوم: لم يكن في المدن الداخلية جيش روماني لأن سكان المملكة لا يرون الانتقاض على الحمومة فلم يكن للملكة أعداء إلا على الحدود وكان الأجانب أبداً على استعداد من مهاجمتها فالجرمان وراء نهري الرين والطونة ورحالة الصحراء وراء رمال أفريقية ووراء الفرات جيوش المملكة الفارسية.

ولذا كان من اللازم اللازب إقامة جند يكون على قدم الاستعداد على تلك التخوم المعرضة أبداً للتهديد، أدرك أغسطس ذلك فأنشأ جيشاً دائماً فلم يكن جنود الإمبراطورية من أصحاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015