مجله المقتبس (صفحة 2170)

أنطونيوس صاحبها فلجأ إلى مصر وانتحر وبقي أوكتاف وحده صاحب المملكة المطلق وكان قد انتهى أمر حكومة مجلس الشيوخ.

تقرير السلطة المطلقة: شكا الناس كلهم من هذه الحروب وكان سكان الولايات يؤخذون فداءً ويسيء الجنود معاملتهم ويقتلهم تقتيلاً يضطرهم كل فريق من الحكام أن ينحازوا إليه ويعاقبهم الغالب على انضمامهم للمغلوب. وكان القواد يعدون الجند بأن يكافئوهم بإعطائهم أراض يستغلونها فيطردون منها عامة سكان مدينة ليحل محلهم قدماء الأجناد. وكان أغنياء الرومان يخاطرون بثرواتهم وحياتهم ومتى غلب حزبهم يصبحون ألعوبة في يد الغالب يتصرف بعم بما يشاء. فقد وضع سيلا مثلاً من المذابح المدبرة (81) وبعد أربعين سنة (43) جدد أنطونيوس أوكتاف أمر القتل بدون محاكمة.

ولقد كان شعب رومية نفسه يشكو من سوء هذه الحالة فلا تصل إلى رومية الحبوب التي هي مادة غذائه على طريقة مطردة بل كانت تقع في يد قرصان البحر أو ينهبها أسطول العدو فبعد أن مضى قرن على طريقة هذا الحكم لم يعد للجميع من الرومان وسكان الولايات والأغنياء والفقراء رغبة في غير السلام وعندها تقدم إلى ذاك الشعب المنهوك بالفتن الأهلية وارث قيصر ابن أخته أوكتاف أحد الحكام الثلاثة تقدم إليهم بعد أن تغلب على رصيفيه قال المؤرخ تاسيت وقبض بيده على جميع سلطات الأمة ومجلس الشيوخ والحكام ولم تمض بضع سنين إلا وقد أصبح سيداً على رومية وليس بعد هذا من لقب فلم يعد يفكر أحد في مقاومته وقد أغلق معبد جانوس ونشر في العالم ألوية السلام وهذا ما كان يطلبه العالم بأجمعه وذلك لأن حكومة الجمهورية بواسطة مجلس الشيوخ لم تكن تمثل غير النهب والحروب المدنية فكانت النفوس تطمع في رجل يكون من القوة بحيث يحول دون الحروب والثورات وعلى هذا الوجه أسست الإمبراطورية الرومانية.

أغسطس

تنظيم الحكومة الملكية: يقضي نظام الحكم الجديد الذي وضعه وريث قيصر أن يكون الحكم المطلق بيد رجل واحد يدعى الإمبراطور أي الرجل المدبر الآمر وله الحق أن يتولى السلطات بأسرها التي كانت موزعة بين الحكام القدماء فيرأس مجلس الشيوخ ويجمع الجيوش كلها ويقودها ويضع قائمة بأسماء أعضاء مجلس الشيوخ والفرسان والظنيين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015