ينبغي له أن يجبن عند وجوب الإقدام فإن الشجاعة عز وهي من أهم شروط الملك.
زين الملك أن يحفظ نظام أوقاته المقدرة لأشغاله وركوبه وراحة بدنه فتكون معينة لا تختلف فإن في اختلافها خفة وليس للملك أن يخف.
وينبغي أن يكون حذره لمن بعد عنه أكثر من حذره لمن قرب منه وأن يتقي بطانة السوء أشد من اتقائه لعامة السوء. ومن الناس صنف أظهروا الزهد في الجاه ولم يتقربوا بالخدمة وادعوا التواضع وهم قد أسروا التكبر واستدعوا إلى أنفسهم الجاه بوعظ الملوك وقد ينفعهم ذلك عند المغفلين فيقربون منهم من حسن ظاهره وتلطف حتى اعتقد خواصهم تعظيمه وإن كان ناقصاً في عقله عبداً لشهوته متهافتاً على الرئاسة فإن أسكته الملك قيل قد استقل الموعظة وإن أطلق لسانه قال بوعظه بين الملأ ما أفسد حال الدولة فالرأي أن لا يهمل الملك أمر هذه الطائفة فإنهم أعداء الدولة وآفات قوية على الملوك.
اعلموا أنه لا بد لكم من سخطة على بعض أنصاركم ونصاحكم وأعوانكم ولا بد من رضا يحدث لكم عن بعض أعدائكم المعروفين بالغش لكم إذا فعلتم ذلك فلا تنقبضوا عن المعروف بالنصيحة ولا تسترسلوا إلى المعروف بالغش وقد خلفت عليكم رأيي إذ لم أقدر على تخليف بدني فاقضوا حقي بالتمسك بعهدي والسلام على أهل الموافقة من يأتي عليه هذا العهد من الأمم.