مجله المقتبس (صفحة 2142)

فجمع قيصر قواد المئة من جنده (يوزباشية) وقال لهم على ن يوجسون خيفة أن يسافروا مع الفرقة العاشرة فأجابه قواد المئة بأنهم يتبعونه حيثما ذهب.

وقطع الجيش الروماني مجاز جبال الفوسج ونزل إلى سهل الإلزاس وجاء يعسكر أمام العدو. وألف أريوفيست معسكره من مركباته وتحصن وراءها وكان قيصر يمرن جيشه في السهل ويعبيه للقتال ثم صحت عزيمة أريوفيست على الخروج من المعسكر فداهم الجيش الروماني في فرسانه فجرح وفر جنده فطارده العدو حتى نهر الرين. وكان المهاجمون الجرمان يطردون إلى خارج غاليا ولكن قيصر لم يأت مع جيشه إلى ولايته بل رابط معه ي وادي سون حيث قضى الشتاء وقد أخذ يعامل بلاد غاليا كالبلاد المغلوبة فاضطرت الشعوب الغالية أن تحالف رومية.

فتح شمال غاليا: أبى البلجيكيون النازلون بين نهري السين والرين وهم أشجع شعوب غاليا كافة أن يدخلوا في محالفة رومية فتعاهدوا بينهم وتحالفوا وجمعوا جميع المحاربين من أبنائهم في بلاد لاون. فجاء قيصر في الربيع في ثماني فرق من الجند وعقد محالفة مع أحد هذه الشعوب وهم الريمسيون ونزل في معسكر حصين على رابية يفصلها عن معسكر البلجيكيين واد ذو بطائح وظل الجيشان زمناً أحدهما قبالة الآخر وإذ كان الجيش الروماني منظماً كانت تأتيه النجدات من الطعام تباعاً أما البلجيكيون فشق عليهم أن يتغذوا في تلك الأدغال والحراج فأنفذ قيصر الإيدوانيين أحلافه يخربون بلاد الييلوفاكيين أهم تلك الشعوب المتحالفة ولما بلغ البلجيك ذلك انفضت جموعهم ليذهبوا للدفاع عن بلادهم فتخلص قيصر من جيش العدو بدون قتال وراح يطوف بلاد البلجيكيين ويهاجم مدنهم الواحدة بعد الأخرى مكرهاً كل أمة أن تكون حليفة لرومية وأن تعطيها على سبيل الرهن رجالاً من الأسر النبيلة في بلادها.

وقد داهم النيرفيون (أهل بلاد السامبر) أحد هذه الشعوب الجيش الروماني في غابة على شاطيء نهر السامبربينا وكان يبني معسكره وهزم الفرسان الغاليين أحلاف الرومان وعساكر الرجالة الخفيفة إلا أن الكتائب حمت المؤخرة وحالت دون الهزيمة فأخذ قيصر يحارب النيرفيين حرباً يريد بها إبادتهم عن آخرهم. ولما أخضع الجيش الروماني الشعوب البلجيكية قضى الشتاء في وسط بلاد غاليا على شاطيء اللوار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015