لرومية خاصة وكان مؤلفاً بحسب العادة الرومانية من مشاة منظمين كتائب وعليهم أسلحتهم وهم مدربون أكثر من جيوش الشعب الغالي ولقد عني قيصر بذكر خبر الفتح في مفكراته فأوهم القارئ بأن الغاليين ساقوا عليه جيوشاً أكثر عدداً من جيشه ومن المحتمل بأنه لم يقل الحقيقة إذ لم يكن في استطاعة غاليا أن تطعم غير عدد قليل من الناس ومعظم سكانها ليسوا محاربين.
غارة الهيلفتيين والسويفيين: عندما وصل قيصر إلى بلاد الغال كان الإيدوانيون النازلون في جبال مورفان أشد شعوب أواسط غاليا بأساً وعاصمتهم بيبراكت بالقرب من أوتون وبلادهم واقعة بين نهر السون واللوار. ومن أشداء البأس الأرفرنيون النازلون في البلاد الجبلية التي أطلق عليها اسم (أوفرنيا) وكانوا حاكمين على الأمم النازلة في البلاد الصخرية الوسطى.
فحارب الإيدوانيون السكانيين النازلين في جبال جورا لاختلاف طرأ بينهم على الملاحة في نهو سون فاستدعى السكيانيون من ألمانيا زعيماً سويفياً وهو الملك أريوفيست فأتى بعصابة من خيرة المحاربين مؤلفة من العامة خاصة وهم السويفيون. وبعد أن تغلب الأيدوانيين طلب الملك أيوفيست إلى السيكانيين جزءاً من أرضهم لينزل فيها جيشه. وكان السكيانيون صالحوا الإيدوانيين لقتال أريوفيست الذين نزلوا عليهم وعندما استنجد الإيدوانيون برومية ولما قاد قيصر جيشه إلى بلاد سون تقدم على أنه حليف شعب غالي لمقاومة غارة جرمانية وفي غضون ذلك أخذ الهيلفتيون وهم شعب غالي يسكن سويسرا بالهجرة من بلادهم فانقلبوا منها يحملون أسراتهم ومواشيهم وأمتعتهم محمولة على مركبات قائلين أنهم يريدون مهاجمة بلاد الغال ليستوطنوا شواطيء المحيط. وربما كان ذلك حيلة منهم ليذهبوا لنصرة الأيدوانيين على أريوفيست وتقدموا إلى قيصر أن يسمح لهم باجتياز تلك الولاية الرومانية فأبى عليهم ذلك فلم يبق أمام الهيلفتيين إلا أن يقطعوا وادي سون فداهمهم قيصر بالقرب من نهر سون وحمل أولاً على ساقة جيشهم ثم هاجم مجموعهم فذبح منهم جزءاً عظيماً واضطر من أفلتوا من القتل إلى الرجوع إلى بلادهم ثم ارتد على أعقابه لقتال أريوفيست وأسرع حتى بلغ في جيشه إلى فيرونوسيو (بزانسون) وحاذر جنده من هول هذه الحرب وهم في بلاد جبلية مغشاة بالغابات يهاجمون برابرة أشداء على أهبة تامة