مجله المقتبس (صفحة 1876)

المؤلف تصويراً بديعاً لا يقل عن تصوير ابن خلكان وابن أبي أصيبعة وابن بسام والقفطي والسخاوي لمترجميهم إن لم نقل أنه يمتاز على بعضهم.

قال المؤلف: جمعت في هذا الكتاب ما وقع إليّ من أخبار النحويين واللغويين والنسابين والقراء المشهورين والإخباريين والمؤرخين والوراقين المعروفين والكتاب المشهورين وأصحاب الرسائل المدونة وأرباب الخطوط المنسوبة والمعينة وكل من صنف في الأدب تصنيفاً أو جمع في فنه تأليفاً مع إيثار الاختصار والإعجاز في نهاية الإيجاز ولم آل جهداً في إثبات الوفيات وتبيين المواليد والأوفات وذكر تصانيفهم ومستحسن أخبارهم والأخبار بأنسابهم وشيء من أشعارهم فأما من لقيته أو لقيت من لقيه فأورد لك أخباره وحقائق أموره ما لا ترى لك بعده تشوفاً إلى شيء من خبره وأما من تقدم زمانه وبعد أوانه فأورد من خبره ما أدت الاستطاعة إليه ووفقني النقل عليه في تردادي إلى البلاد ومخالطتي للعباد إلى أن قال: ولم أقصد أدباء قطر ولا علماء عصر ولا إقليم معين ولا بلد مبين بل جمعت للبصريين والكوفيين والبغداديين والخراسانيين والحجازيين واليمنيين والمصريين والشاميين والمغربيين وغيرهم على اختلاف البلدان وتفاوت الأزمان.

وهذا الجزء في 424 صفحة مطبوعة بمطبعة هندية بمصر طبعاً نفيساً وقد طبع باسم جيب المستشرق وقد كانت العقيلة جيب أم الياس جون ولكنسن جيب وقفت وقفاً بعد موت ابنها هذا وكان مغرماً بدرس علوم الشرق وفلسفته وتاريخه ليطبع بريعه ما يعلي شأن المباحث الفلسفية والتاريخية والأدبية سواء كانت تلك المصنفات للترك أو للفرس أو للعرب وقد طبعت منذ سنة 1901 ستة كتب ومنها معجم الأدباء وهي تعد سبعة عشر كتاباً آخراً للطبع.

لا جرم أن إحياء معجم الأدباء مما يقفنا على أمور كثيرة كنا نجهلها من قبل وفيه من الشعر والنثر والمحاضرات والنكات ما هو مسرة للقلب وقرة للعين وإنك لترى ياقوتاً يأتيك بما قيل في المترجم ذماً ومدحاً ويترك للقارئ الحكم في ذلك. فمعجم الأدباء كوفيات الأعيان كلاهما متمم لصاحبه فنشر لأسرة جيب هذه المبرة الخالدة كما نشكر للأستاذ مرجليوت عنايته وغيرته.

تقرير مصر والسودان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015