مجله المقتبس (صفحة 1814)

إيهِ آثار بعلبك سلام ... بعد طول النوى وبعد المزار

ووقيت العفاء من عرصاتٍ ... مقوباتٍ أو أهل بالفخار

ذكريني طفولتي وأعيدي ... رسم عهد عن أعيني متواري

مستطاب الحالين صفواً وشجواً ... مستحب في النفع والأضرار

يوم أمشي على الطلول السواجي ... لا افترار فيها إلا افتراري

نزقاً بينهن غراً لعوباً ... لاهياً عن تبصر واعتبار

مستقلاً عظيمها مستخفاً ... ما بها من مهابة ووقار

يوم أخلو بهند نلهو ونزهو ... والهوى بيننا أليف مجاري

نتبارى عدواً كأنا فراشاً ... روضةٍ ما لنا من استقرار

نلتقي تارة ونشرد أخرى ... كل ترب في مخباءٍ متواري

فإذا البعد طال طرفة عين ... حثنا الشوق مؤذناً بالبدار

وعداد اللحاظ نصفو ونشقى ... بجوار ففرقة فجوار

ليس في الدهر محض سعد ولكن ... تلد السعد محنة الأكدار

كلما نلتقي اعتنقنا كأنا ... جِدُّ سفر عادوا من الأسفار

قبلات على عفاف تحاكي ... قبلات الأنداء والأسحار

واشتباك كضم غطن أخاه ... بأياد غرّ من النوار

قلبنا طاهر وليس خلياً ... أطهر الحب في قلوب الصغار

كان الهوى سلاماً وبرداً ... فاغتدى حين شب جذوة نار

حبذا هند ذلك العهد لكن ... كل شيءٍ إلى الردى والبوار

هدَّ عزمي النوى وقوض جسمي ... فدمار يمشي بدار دمار

خرب حارت البرية فيها ... فتنة السامعين والنظار

معجزات من البناء كبار ... لأناس ملء الزمان كبار

ألبستها الشموس تفويف در ... وعقيق على رداء نضاء

وتحلت من الليال بشاما ... ت كتنقيط عنبر في بهار

وسقاها الندى رشاش دموعٍ ... شربتها ظوامئ الأنوار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015