كلال السآمة فيسما يعالجون من أثقالهم ويشتغلون به عن عدوهم لإإن دهمهم منه رائع أو فاجأهم لهم طليعة. فتفقد ذلك محكماً له وتقدم فيه آخذاً بالحزم في إمضائه. أرشدك الله لإصابة الحظ ووفقك ليمن التدبير
ولِّ دراجة عسكرك وأخراج أهلها إلى مصافهم ومراكزهم رجلاً من أهل بيوتات الشرف محمود الخبرة معروف النجدة ذا سن وتجربة لين الطاعة قديم النصيحة مأمون السريرة له بصيرة في الحق تقدمه ونية صادقة عن الإدهان تحجزه وأضمم إليه عدة من ثقات جندك وذوي أسنانهم يكونون شرطة معه ثم تقدم إليه في إخراج المصاف وإقامة الأحراس وإذكاء العيون وحفظ الأطراف وشدة الحذر ومره فليضع القواد بأنفسهم مع أصحابهم في مصافهم كل قائد بإزاء موضعه وحيث منزله قد شد ما بينه وبين صاحبه بالرماح شارعة والتراس موضونة والبرجال راصدة ذاكية الأحراس وجلة الروع خائفة طوارق العدو وبيانه ثم مره أن يخرج كل ليلة قائداً من أصحابه أو عدة منهم إن كانوا كثيراً على غلوة أو غلوتين من عسكرك محيطاً بمنزلك ذاكية أحراسه قلقة التردد مفرطة الحذر ومعدة للروع متأهبة للقتال آخذة على أطراف العسكر ونواحيه متفرقين في أخلافهم كردوساً كردوساً يستقبل بعضهم بعضاً في الاختلاف ويكسع متقدماً في التردد فاجعل ذلك بين قوادك وأهل عسكرك نوباً معروفة وحصصاً مفروضة لا يعد منه مزدلفاً بمودة ولا يتحامل على أحد فيه بموجدة إن شاء الله.
فوض إلى أمراء جندك وقوادهم أمور أصحابهم والأخذ على أيديهم رياضة منك لهم على السمع والطاعة لأمرائهم والأتباع لأمرهم والوقوف عند نهيهم وتقدم إلى أمراء الأجناد في النوائب التي ألزمتهم إياها والأعمال التي استنجدتهم لها والأسلحة والكراع التي كتبتها عليهم واحذر اعتلال أحد من قوادك عليك بما يحول بينك وبين جندك وتقويمهم لطاعتك وقمعهم عن الإخلال بمراكزهم لشيء مما وكلوا به من أعمالهم فإن ذلك مفسدة للمجند معيّ للقواد عن الجد والمناصحة والتقدم في الأحكام.
واعلم أن استخفافهم بقوادهم وتضييعهم أمرهم دخول الضياع على أعمالك واستخفاف بأمرك الذي يأتمرون به ورأيك الذي ترتئي وأوعز إلى القواد أن لا يتقدم أحد منهم على عقوبة أحد من صحابة إلا عقوبة تأديب وتقويم ميل وتثقيف أود فإما عقوبة تبلغ تلف