مجله المقتبس (صفحة 1774)

مستحدة الجنبات دقاق الأطراف ليس فيها التواء أود. ولا أمت وصم. ولا لها سقط عيب. ولا عنها وقوع أمنية مستحقب كنائن النبل وقسي الشوحط والنبع أعرابية التعقيب رومية النصول فإنها أبلغ في الغاية وأنفذ في الدروع وأشك في الحديد سامطين حقائبهم على متون خيولهم مستخفين من الآلة والأمتعة إلا ما لا غناء بهم عنه.

واحذر أن تكل مباشرة عرضهم إلى أحد من أعوانك أو كتابك فإنك إن وكلته إليهم أضعت موضع الحرم وفرطت حيث الرأي ووقفت دون الحزم ودخل عملك ضياع الوهن وخلص إليك عيب المحاباة. وناله فساد المداهنة وغلب عليه من لا يصلح أن يكون طليعة للمسلمين. ولا عدة ولا حصناً يدرؤون به ويكتنفون بموضعه.

واعلم أن الطلائع عيون وحصون للمسلمين فهم أول مكيدتك وعروة أمرك وزمام حربك فليكن اعتناؤك بهم بحيث هم من مهم عملك ومكيدة حربك ثم انتخب لهم رجلاً للولاية عليهم بعيد الصوت مشهور الفضل نبيه الذكر له في العدو وقعات معروفات وأيام طوال وصولات متقدمات قد عرفت نكايته وحذرت شوكته وهيب صوته وتنكب لقاؤه أمين السريرة ناصح الغيب قد بلوت منه ما يسكنك إلى ناحيته من لين طباعه وخالص المودة ونكاية الصرامة وغلوب الشهامة واستجماع القوة وحصافة التدبير ثم تقدم إليه في حسن سياستهم واستنزال طاعتهم واجتلاب موداتهم واستعداد (؟) ضمائرهم وأجر عليهم أرزاقاً نسعهم وتمد من أطماعهم سوى أرزاقهم في العامة وفي ذلك من القوة لك عليهم والاستنامة إلى ما قبلهم.

واعلم أنهم في أهم الأماكن لك وأعظمها غناء عنك وعمن معك وأقمعها كمناً (؟) وأشجى لعدوك ومتى يكون في البأس والثقة والجلد والطاعة والقوة والنصيحة حيث وصفت لك وأمرتك به تضع عنك مؤونة الهم وترخي عن خناقك دروع الخوف وتلتجيء إلى أمر متين وظهر قوي وأمر حازم تأمن به فجاآت عدوك ويصير إليك علم أحوالهم ومتقدمات خيولهم فانتخبهم رأي عين وقوهم بما يصلحهم من المنالات والأطماع والأرزاق واجعلهم منك بالمنزل الذي هم به من محارز علامتك (؟) وحصانة كهوفك وقوة سيارة عسكرك وإياك أن تدخل فيهم أحداً بشفاعة أو تحتمله على هوادة أو تقدمه منهم لآثرة وأن يكون مع أحد منهم بغل نقل أو فضل من الظهر أو ثقل فادح فيشتد عليهم مؤونة أنفسهم ويدخلهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015