مجله المقتبس (صفحة 1279)

سير العلم

حقيقةالسجن

كتب السيد هاملتون من رجال ادارة سجن مقاطعة مشيغأن في الولايات المتحدة فصلا في (مجلة العالم الكبيرة) وصف فيه هذا السجن الذي هو مثال السجون الحقيقية التي يراد منها أن يجد الناس فيها ما يسيرون معه بعد مغادرتهم اياها على محور الاستقامة ويتركون ما الفوه مما يخالف ارتكابه القانون ويهدد اركان النظام والسلام ويجعلهم أعضاء اشلاء في جسيم الأمة قال: يقيم بين جدران هذا السجن سبعمائة نفس من اسواء سكان المقاطعة خلالاً وهم مع هذا يعاملون على الجملة بشفقة ولهم في سجنهم الحرية التامة. وبما أنهم يعودون الأخلاق الكريمة فمن الممكن أن يبلغوا ويسمموا بنفوسهم إلى مراتب الأمانة والاستقامة. ولا يسمح بجلد المذنبين في هذا السجن ويؤذن لهم بعد ظهر كل سبت بالتنزه احراراً مدة ساعة في ارض خضراء كثيرة الكلاء وإذ كان هذا الأمتياز الذي يناله المجرمون عرضة للالغاء إن نشأ عنه سواء فالمسجونون انفسهم يبالغون في الاحتراس من وقوع ما يؤخذ عليهم وعلى هذا فليس في السجن أكثر من ثلاثين حارساً وجميعهم لا يحملون بايديهم غير العصي فقط.

ولا يسمح لهم بحمل اسلحة نارية داخل السجن وتعرف المسجونين بسيمأهم والبستهم فمن كان حسن الخلال يلبس رداء ازرق ومن لم يزل تحت التدريب على ذلك يلبس كسوة رمادية غير أن أولئك المذنبين الذين لم يصلحوا لقبول ذلك وقد جردوا من جميع الأمتيازات التي ينالها الآخرون فهم يلبسون اردية خاصة بهم مخططة. ويبقى السجين محبوساً ولا يطلق من سجنه حتى تصبح أخلاقه شفيعة بنيله ذلك. ويشترط قبل مبارحته السجن أن يتعرف إلى احد يتكفل بان يبحث له عن عمل يحترف به ويراقبه ويسوغ للسجناء أن يتكلموا في السجن في خلال عملهم ولايجوز لهم أن يضعوا في غرفهم آلات الطرب وتأتي في الغالب جمعيات التمثيل التي تزور المدينة إلى السجن فتمثل القصص على المسرح اللطيف الصغير الذي بناه المجرمون فيه. وهذه المعاملة بالشفقة والرحمة هي الوسيلة الوحيدة التي تتبع في هذا السجن من زمن قديم. ولقد شوهد أن التهذيب بالعنف والرهبة مهما سهل أمره فهو مضر للغاية ومميت لشعور من يعنى بتأديبه وتهذيبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015