عن سلطانه طول مقامة بالعدوة ثم عاد السلطان محمد المخلوع إلى ملكه بالأندلس فاستقدم ابن الخطيب من سلا ورده إلى منزلته كما كان.
وبعد ذلك فصل عن الوزارة ثم أعيد إلى مكانة من الدولة من علو بده وقبول اشارته وأدركته الغيرة من عثمان بن يحيى مقدم القوم في الدولة ونكر على السلطان الاستكفاء به والتخوف من هؤلاء الاعياص على ملكه فخدره السلطان وأخذ في التدبير عليه حتى نكبة واباه واخوته واودعهم المطبق ثم غربهم بعد ذلك وخلا لابن الخطيب الجو وغلب على هوى السلطان وأخذ ودفع الية تدبير المملكة وخلط بينه بندمائه وأهل خلوته وانفرد ابن الخطيب بالحل والعقد وانصرفت إليه الوجوه وعلقت عليه الأمال وغشي بابه الخاصة والكافة وغصت به بطانة السلطان وحاشيته فتوأفقوا على السعاية فيه وقد صم السلطان عن قبولها ونما الخبر بذلك إلى اين الخطيب فشمر عن ساعده في التفويض عنهم.
وفي خلال ذلك استحكمت نفرة ابن الخطيب لما بلغه عن البطانة من القدح فيه والسعاية وربما خيل أن السلطان مال إلى قبولها وانهم قد احفظوه عليه فاجمع التحول عن الأندلس إلى المغرب وأستأذن السلطان في تفقد الثغور الغربية وسار إليها في لمة من فرسانه ومعه ابنة علي الذي كان خالصة السلطان وذهب لطيته فلما حاذى جبل الفتح فرضة المجاز إلى العدوة مال إليه اذ ند بين يديه فخرج قائد الخيل لتلقيه وقد كان السلطان عبد العزيز لملك العدوة قد اوعز إليه بذلك وجهز إليه الاسطول من حينه فاجاز إلى سبته وتلقاه بها بأنواع التكرمة وامتثال الأوامر ثم سار بقصد السلطان فاهتزت له الدولة واركب السلطان خاصته لتلقيه واحله بمجلسه بمحل الأمن والغبطة ومن دولته بمكان الشرف والغزة واخرج لوقته كاتبه ابا يحيى بن أبي مدين سفيراً إلى الأندلس في طلب أهله وولده فجاء بهم على اكمل الحالات من الأمن والتكرمة
ثم لغط المنافسون له في شأنه واغروا سلطانه بتتبع عثراته وابدوا ما كان كامناً في نفسه من سقطات دابته وإحصاء عصابته وشاع على السنة اعدائه كلمات منسوبة إلى الزندقة احصوها عليه ونسبوها إليه ورفعت إلى قاضي الحضرة الحسن بن الحسن فاسترعاها وسجل عليه بالزندقة وراجع صاحب الأندلس رأيه فيه وبعث القاضي أبو الحسن إلى السلطان عبد العزيز في الانتقام منه بتلك السجلات وامضاء حكم الله فيه فصم لذلك وانف