قلت: (يا فتاتي لا تجهلي! ما زلت عبد الله حقا وصدقا، وإن كنت مع هذا لا أنكر أنه غير الاسم الذي أختاره لي أبواي)
قالت: (ألا تخجل؟)
قلت: (إني أستحق عطفك. . لقد احتملت هذا الاسم الذي لا يبعث على الزهو، لأنك أنت اخترته لي)
قالت: (لقد رأيت زينب. . . وأخبرك أيضا أنها مع زوجها، وأنهما يقضيان الصيف في لبنان. لماذا قلت عنها ما قلت؟)
قلت: (أي زينب؟)
قالت: (لا تكابر! إنها لا تعرفك ولم ترك قط في حياتها)
قلت: (ما أضعف ذاكرة النساء!)
قالت: (إن عذرك الوحيد - في نظري - أنك مجنون. وكلما تذكرت ما قلته عن زينب وما أضعته سدى من العطف عليك. . .)
فقاطعتها: (كلا. لم يضع. . . لقد زادني حبا لك وتعلقا بك. . .)
قالت: (ألا تزال تجرؤ على مثل هذا الكلام؟)
قلت: (أو يحتاج ذكر الحقيقة والإقرار بها إلى جرأة؟)
قالت: (وتتصور أني أصدقك أو أصدق انك تتكلم جادا؟)
قلت: (كلا. إن هذا لا يجري في بال. إنما أنا منظر. . ويمكنك أن تعدى كلامي صورة طبق الأصل من حديث أحلامك ونجوى أمانيك. . . وسيأتي يوم تظلم فيه الدنيا أمام عينيك، وتحسين أنه ما من أحد يحبك في هذه الحياة - كلنا يمر به يوم كهذا - فإذا جاء - أعني ذلك اليوم - فقولي لنفسك. . . كلا. إني مخطئة. فإن في الدنيا قلبا يخفق بحبي، بحبي مخلصا،. . .)
فقالت: (إنك مجنون ولا شك)
قلت: (وفي أثناء ذلك ترين شخصيتي الجميلة الجذابة تتفتح تحت عينك كما تتفتح غلائل الزهرة تحت أشعة الشمس. . .)
قالت: (لن أصغي لك)