أول أغسطس 1798 وكذلك وقف السير سدني سمث يساعد الجزار باشا في عكا مما اضطر نابليون أن يعود أدراجه من حملته على الشام إلى مصر ومنها إلى أوربا
واستمر العداء مستحكما بين فرنسا زعيمة أوربا وبين إنجلترا سيدة البحار، وجدت إنجلترا في القضاء على البحرية الفرنسية قضاء تاما، وقد استطاع نلسن أن يحقق لها ذلك في موقعة الطرف الأغر في أكتوبر 1805 إذ حطم قوات فرنسا البحرية وكذلك قوات حليفتها إسبانيا، وكتب للبحرية الإنجليزية نصرا رائعا دفع لها ثمنا حياته، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت إنجلترا زعيمة البحار غير منازعة. وما يزال الإنجليز إذا ذكروا نلسن ذكروا بطلا ضحى بحياته في سبيل مجد إنجلترا وإن أنس لا أنس منظرا شهدته بعيني: فقد كان المرحوم المستر جريفث يقوم بتدريس الأدب الإنجليزي لنا وكان يقرأ (حياة نلسن) فلما وصل إلى نهاية الرواية وفيها وصف مؤثر لسقوط نلسن في ساحة الشرف وميدان القتال؛ بكى الرجل ودمعت عيناه رغم أن نلسن كان قد مات منذ أكثر من قرن وربع من الزمان
وما تزال كلمات نلسن التي وجهها إلى بحارة الأسطول قبيل المعركة دستورا للإنجليز: (إن إنجلترا تتوقع أن يقوم كل فرد بواجبه)
وقد قام كل فرد بواجبه فتحقق النصر لبريطانيا، وقام نلسن بواجبه واستشهد في المعركة، وكان أخر عبارة فاه بها: (حمدا لله وشكرا، لقد أديت واجبي)
وقد كان من نتائج هذه المعركة أن ظل نابليون محبوسا في أوربا لا يستطيع عنها حولا، وظلت إنجلترا تقاومه حتى سلم نفسه إليها فنفته إلى جزيرة سانت هيلانة حيث قضى بقية حياته
وجدير بي أن أذكر قبل اختتام حديثي أنه في 1912 قرر قيصر ألمانيا إنشاء ست بوارج حربية، فقررت إنجلترا إنشاء 12 بارجة واحتج القيصر، ولكن بريطانيا ردت عليه قائلة، إن الأسطول البريطاني يجب أن يكون في تعداده وقوته مماثلا لأساطيل الدولة مجتمعة
أبو الفتوح عطيفة
مدرس أول العلوم الاجتماعية بسمنود الثانوية