مجله الرساله (صفحة 60846)

الغزو الأوربي

كيف أصبحت بريطانيا أمة بحرية وكيف أصبحت سيدة البحار؟ لقد رأينا فيما سبق أن بريطانيا تتكون من عدة جزائر تحيط بها البحار والمحيطات، ومن طبيعة أهل السواحل أن يلجئوا إلى البحر المجاور التماسا للرزق وسعيا وراء السمك، وقد ساعد الإنجليز على ركوب البحر توفر الغابات والأخشاب اللازمة لصناعة السفن في بلادهم، ثم إن الإنتاج الزراعي لا يكفي حاجة السكان مما جعلهم يلجئون إلى البحر. هكذا تعلم البريطانيون الملاحة

وفي عصر النهضة والاستكشافات راع الإنجليز ما أحرزته إسبانيا من ممتلكات في أمريكا، وما استولت عليه من ثروات ضخمة، فبدأ ملاحوها المعروفون باسم قراصنة البحر بزعامة سير فرنسيس دريك يهاجمون السفن الإسبانية، وانضمت إنجلترا إلى جانب هولندا التي ثارت ضد إسبانيا وقدمت لها مساعدات قيمة. الأمر الذي أثار ثائرة فيليب الثاني ملك إسبانيا وبلغ النزاع أشده بين دولتين: إحداهما تتزعم المذهب البروتستانتي وهي إنجلترا، والثانية تتزعم المذهب الكاثوليكي وهي إسبانيا، فأعد فيليب أسطولا عظيما عرف باسم (الأرمادا) ليغزو به بريطانيا في بلادها، وهنا واجهت إنجلترا أزمة خانقة ولكنها وقفت ملكة (اليصابات) وشعبا في وجه الأسبان، وحطم البحارة الإنجليز الأسطول الإسباني الكبير في يوليو 1588 وهكذا بدأت بريطانيا زعامتها البحرية

على أن بريطانيا لم تلبث أن وجدت نفسها أمام دولة أخرى تنافسها في ميدان الاستعمار والسيادة على البحار وهي فرنسا، ولكن بريطانيا أخذت تنازل عدوتها، وفي خلال حرب السنين السبع 1756 - 1763 تمكنت من الاستيلاء على ممتلكات فرنسا في أمريكا والهند

وجاء عصر الثورة ونابليون، واستطاع نابليون أن يفرض - كما فعل هتلر - سلطانه على أوربا، وبقيت إنجلترا وفكر في غزوها، ولكن قوتها البحرية ردته إلى صوابه ففكر في طريقة أخرى ليضرب بها إنجلترا، ورأى أن خير طريقة، لتحقيق ذلك تكون بالقضاء عليها في مستعمراتها، ومن هنا جاء نابليون في حملته المشهورة إلى مصر 1798

وعرفت بريطانيا أن نابليون قد جاء إلى مصر ليقضي على إمبراطوريتها في الهند فوقفت له بالمرصاد، وحطم بطلها العظيم نلسن الأسطول الفرنسي في موقعة أبي قير البحرية في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015