لعل صوابه: قد أقلت (أو هي أقلت) ضد كثرت في عجز البيت.
وفي صفحة 287 آخر الصفحة، البيت من قصيدة البيروني:
فلا زال للدنيا وللدين عامراً ... ولا زال فيها للغواة مواسيا
أرى أن الصواب (للعفاة) وهم طلاب المعروف جمع عاف فليس مما يمدح به المرء أن يكون مواسياً للغواة، وإنما يواسي العافون وطالبو الجدوى.
ثم أقول بعد ذلك: أنه بمناسبة ذكر أبى علي القالي اطلعت على صفحة 742 من كتاب (سمط اللآلي) في المجلد الآخر منه ويحتوي على شرح الجزء الثاني من أمالي أبى علي القالي، للوزير أبى عبيد البكري المطبوع بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر سنة 1354هـ - 1936م والذي نسخه وصححه وحقق ما فيه الأديب العالم المحقق الأستاذ عبد العزيز الميمني أستاذ اللغة العربية بجامعة عليكرة بالهند، فرأيت في أولها ما يأتي: (وهو من رجز لهيمان بن قحافة مشروح هناك):
والبكرات اللقح الفوائجا ... بصفنة تزفي هديراً نابجا
ترى اللغاديد بها حوابجا
الصفنة: مثل العيبة، شبه بها شقشقة البعير، ويقال صفن فإذا ألحقت الهاء فتحت الصاد. (وتزفي): كما تزفي الريح شيئاً تسحفه، ويقال لأحد العدلين إذا استرخى (قد أسبح) يقول فهديره منصب مسترخ (واللغاديد) باطن أصول الأذنين (وحوابج) منتفخة، يريد أن نصف الشقشقة خارج من حلقه ونصفها باق فيه اهـ. وقد علق حضرة المصحح على قول البكري قد أسبح بقوله في الهامش (1) كذا في الأصلين، وقد أعياني أمر تصحيحه اهـ. أما أنا فأقول إن (أسبح) مصحف عن (استنثج) وإن (نابجا) في الرجز مصحف عن (ناثجا) قال في لسان العرب في مادة (نثج). ويقال لأحد العدلين إذا استرخى قد استنثج، قال هميان:
يظل يدعو نيبه الضماعجا ... بصفنة تزقى هديراً ناثجا
أي مسترخياً (والله أعلم) اهـ.
وقال في مادة ضمعج (الضمعج) الضخمة من النوق، وامرأة ضمعج قصيرة ضخمة، وكذلك البعير والفرس والأتان، قال هميان بن قحافة السعدى: