تعد من أعظم الجوائز التي تقدمها الجامعة إلى النابهين من طلبتها.
وبعد أن انتهى من دراسته في جامعة أكسفورد نراه ينتقل إلى مدرسة ركبي ليدرس فيها العلوم والآداب القديمة من إغريقية ولاتينية، ليصبح سكرتيرا للمركيز لانسدون الذي كان من أكبر رجال السياسة في عصره وله الفضل كله في إصلاح ذات البين بين صفوف حزب الأحرار. وفي تموز سنة 1849 ظهرت أولى أناشيد في مجلة (الاكزامنر حيث انتشرت انتشاراً عظيما. وقد أهدى هذه القصيدة الرائعة إلى الشعب المجري. ولم تمض سنة واحدة بعد ظهور هذه الأغنية حتى أخرج ديواناً شعرياً لم ينل من النجاح القسط الذي كان يتوخاه مؤلفه.
وفي الرابع عشر من شهر نيسان سنة 1851 نصب ارنولد كمفتش لمدارس المعارف، وكان هذا التعيين نتيجة للمساعي التي بذلها صديقة المركيز. ولم يكن ثمة رجل يستطيع أن يقوم بأعباء هذا المنصب كما قام به شاعرنا ازنولد فقد كان بغريزته ميالا إلى الأطفال، فهو لذلك جد قادر على التعامل معهم، ناهيك عن اطلاعه الواسع على قوانين علم التربية وأصوله. مما جعله يفكر في القيام بمشاريع عدة لترقية علم التربية في المدارس التي كان يقوم بالإشراف عليها. وسنتناول الإصلاحات العديدة التي قام بها في عالم التربية والتعليم عندما نبحث نظرياته فيهما.
وقد تزوج من فرانسيس وايثمان سنة 1851 بنت أحد القضاة الشهيرين في عالم القضاء. وكانت حياته الزوجية مثلا أعلى للحياة السعيدة الدائمة. فقد ظل وزوجه ترفرف عليهما أعلام السعادة والهناء حتى آخر أيامهما. وفي سنة 1857 انتخب أستاذاً للشعر في جامعة أكسفورد. وكان ينافسه في نيل هذا المنصب القس المحترم جون أرنست بود مؤلف كتاب: (مقطعات هيرودتس) وفي الحق أن نيله لهذا المنصب كان أعجوبة في حد ذاتها إذ أن جميع من تبوءوه من قبل كانوا من رجال الدين وحماة اللاهوت يلقون محاضراتهم باللغة اللاتينية.
ولم تكن الرواتب التي تدفعها الجامعة للأستاذ ذات قيمة كبيرة فما ازداد راتبه في السنة عن المائة جنيه، ولكن مشاغله في الجامعة لم تكن بنفس الوقت على جانب عظيم من الكثرة. فكان يلقي محاضراته في اللغة الإنجليزية بأسلوب كلاسيكي جذاب، وقد انحصر موضوعه