مدرسة ركبي وكان ماثيوا ارنولد البكر من تسعة أطفال أحبهم والدهم الحب الجم لاشتغاله في عالم التربية والتعليم مدة ليست بالقصيرة. وأما والدته ماري بنزور فقد عاشت ثلاثين سنة بعد وفاة زوجها. وكانت على جانب عظيم من الثقافة والعلم مما قربها إلى ولدها النابغة فظل على ولائه لها وحبه إياها طوال حياته الكثيرة المشاغل.
وفي سنة 1826 انتقلت العائلة إلى (ركبي) وظل ارنولد في ليلهام يتتلمذ على خاله القس المحترم جون بكلند ولم يكن الدكتور ارنولد ميالا إلى الضواحي التي تحيط بمدينة ركبي، ولذلك ابتاع منزلا في تكس هاو حيث كان يقضي أيام الآحاد والراحة بين زوجته وأولاده. وكان لقربهم من المدينة التي عاش فيها وليم ورد رورث أثر عظيم في حياة الطفل ماثيو.
وفي سنة 1836 أرسل ماثيو إلى مدينة ونيشستر حيث درس عل الدكتور موبرلي ولكن لم تنقض سنة واحدة على سكناه هذه المدينة حتى أرسل والده في طلبه وأدخله مدرسة ركبي حتى يكون تحت رعايته وإشرافه. وقد بقي في هذه المدرسة حتى أتم دروسه فيها؛ فأرسله والده إلى أكسفورد سنة 1846 ليتم تحصيل علومه العالية هناك.
وتوفي الدكتور ارنولد سنة 1842 بينما كان ولده الشاب يقضي أيام شبابه في جامعة أكسفورد بين أصدقائه وخلانه كلكوردج وشارب. وكان لهه ميل شديد نحو الطبيعة وجمالها فيقضي بين خمائلها الساعات الطوال حالما في أشياء كثيرة لا حد لها. وقد نال بين زملائه وأساتذته سمعة حسنة وذكراً طيباً وحسبه الجميع نابغة الجامعة وعلمها الفذ.
وفي سنة 1843 نال جائزة شعرية بقصيدة نظمها يتحدث فيها عن كرمويل، ولم تكن هذه القصيدة خير قصائده في هذا العصر بل ظهرت له أشعار أخرى كانت أكثر بلاغة وأوسع خيالا؛ ولو قارناها مع قصيدته (الريك في لغدت من سقط المتاع. وقد نظم هاتين القصيدتين على وزن واحد هو ما يسمونه في الإنكليزية الذي اشتهر أمره في العصر الكلاسيكي فنظم فيه (بوب وتلامذته من بعده، وفي كلتا هاتين القصيدتين نرى سلاسة وعذوبة يندر أن توجدا في شعر شاب لم يتجاوز العشرين من عمره.
ونعرف من مصادر عدة أن ارنولد كان عضوا في جمعية جدال ونقاش تدعى (جمعية ولم يكن في صفه من المبرزين على أقرانه بل عد من الطبقة المتوسطة من الطلبة. ولكنه ما كاد ينال شهادته حتى منحته الجامعة حق المجاورة في كلية اورل سنة 1845 التي كانت