حداثته يشغف بالسياسة وغمارها، ويجنح للمبادئ الاشتراكية؛ وفي سنة 1886 تحققت آماله السياسية الأولى بدخوله مجلس النواب نائباً عن لانكشير؛ وظهر في البرلمان بذلاقته وحملاته العنيفة، واستمر نائباً حتى سنة 1892. وفي ذلك الحين كان جراهام قد خاض غمار الكتابة أيضاً؛ وكان جوالة كثير الأسفار، واستهوته إسبانيا وأمريكا الجنوبية فدرس شؤونهما، واتصل بالبلاط الإسباني وكتب كثيراً عن إسبانيا وتاريخها وعظمائها، وأنعم عليه ملك إسبانيا بمرتبة في النبل (جراندي)؛ ومنذ سنة 1898 يخرج لنا جراهام بالإنكليزية كتباً عن الشؤون والصور الإسبانية وعن تاريخ أمريكا اللاتينية. ومن أشهر مؤلفاته (ابنة عمي صبح) (سنة 1898) و (المغرب الأقصى) في نفس العام (أركاديا الذاهبة) (سنة 1901) (والنجاح) (سنة 1902) و (ترجمة هرناندو دي سوتو) (سنة 1903) والصدقة (سنة 1912) و (قرطاجنة وشواطئ سينو) (سنة 1920) و (أعمال بطولة) (سنة 1925) و (بيدرو دي فالديفيا فاتح شيلي) (سنة 1929) وخوزي أنتونيو بييز (سنة 1929) وغيرها؛ ومعظمها عن أمريكا اللاتينية
وتجول جراهام كثيراً في مدن أمريكا الجنوبية وثغورها، ودرس كثيراً من شؤونها وأحوالها، وأقام كثيراً في بيونوس آيريس؛ وكان أثناء الحرب العالمية يشتغل بتجارة الخيل وتوريدها لجيوش الحلفاء؛ وهو يعتبر في الواقع من كتاب أمريكا اللاتينية أكثر مما يعتبر من كتاب إنكلترا، وشأنه في ذلك شأن المؤرخ الإنكليزي جورج فنلي الذي خصص حياته لليونان وتاريخها وآدابها؛ وتوفي جراهام في نحو الثمانين من عمره
مباراة أدبية دولية
نشر مكتب الصحافة الدولية السويدية بياناً عن مباراة أدبية دولية رصدت لها بعض دور النشر السكندنافية جائزة حسنة، ووضعت لها موضوعاً وشروطاً خلاصتها:
أما الموضوع فهو: (هل يمكن أن يوضع معيار أدبي موضوعي في العصر الحاضر؟ وإذا كان الجواب نعم، فعلى أي أساس يمكن أن يقام؟)
ويجب ألا يزيد ما يكتب في الموضوع على ست عشرة صفحة من القطع المتوسط، ويجب أن يكتب بوضوح وترتيب؛ وقد ألفت لفحص الرسائل لجنة مؤلفة من الدكتور لانكوست أستاذ الفلسفة السويدي (ممثلاً للسويد) والدكتور ونسنس النرويجي (ممثلاً للنرويج)