وفي هذا العصر الحديث؛ بزغ نجم جديد في سماء الأمة الإسلامية، نجم قوي لامع: هو نجم الجامعة الإسلامية التي قامت لتؤدي دورا عظيما للعالم الإسلامي تؤدي دورها الإيجابي البناء في إعادة مجد الإسلام وعزة المسلمين.
وقد سعدت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة منذ تأسيسها في هذا العهد السعودي الميمون برعاية كريمة من قبل ولاة الأمور في المملكة العربية السعودية، حيث وفروا لها كل أسباب التدعيم المادي والمعنوي حتى أصبحت صرحا عظيما ومصدرا لا ينضب معينه من مصادر علوم الشريعة الإسلامية في غضون أعوام قليلة.
يفد إليها أبناء المسلمين من كل مكان على وجه البسيطة، فيجدون العناية والرعاية في رحابها وينهلون من العلوم والمعارف، ويتفقهوا في الدين ثم يعودون إلى أهلهم وديارهم ينشرون علوم الشريعة ويدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
فيا أبناء الجامعة الإسلامية:
الميدان أمامكم فسيح، فتقدموا في إيمان وقوة وعزم وكفاح لحمل راية الجهاد المبارك في نشر رسالة الإسلام؛
بلغوا أمانة العلم التي تحملتموها، وكان لكم شرف الانتساب إليها.
تزودوا من العلم إلى أبعد الحدود، وجدوا ليلا ونهارا في الارتشاف من رحيقه، واحرصوا على إجادة كتاب الله إجادة تامة فهو الخير والهدى والفلاح، واقرأوا دائما سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه المباركة وسيرة صحابته الكرام تنالوا شرف الأسوة الطيبة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم.
إنكم ستجدون في كثير من البلاد الإسلامية تركة مثقلة خلّفها الاستعمار وأعداء الله في عصور ضعف المسلمين.