جاء إلينا الطالب المذكور ونحن نتناول الطعام، وكنت طلبت سمكا، فقال لي: أنت مسلم؟ قلت: نعمن فقال هذا الذي تأكله حرام ففزعت وتوقفت عن الأكل وقلت للأخ تاج الدين سله ماذا يعني، فقال: هذا حيوان البحر وهو حرام، قلت له: لعله يريد أن السمك مقلي بزيت خنزير أو اختلط به شيء من ذلك فكرر عليه السؤال فأصر أن السمك نفسه حرام في الإسلام.
فقلت له: أنت مسلم؟ فقال: نعم، قلت: من أين لك هذا التحريم؟ فقال: هذا معروف والعلماء يقولون به.
عند ذلك قلت: إذن يمد أبو حنيفة رجله ولا يبالي ونصحت الشاب ألا يستمر في هذا الاعتقاد، ولا يقوله للناس وأخبرته بحكم حيوان البحر حيا وميتا، ولكنه وإن لم يصرح يظهر أنه لم يقتنع بذلك، وهكذا وجدنا من يفتي بتحريم السمك على المسلمين من الطلبة المسلمين الوافدين من بلدان إسلامية.
مع جماعة مسجد المؤمن:
وفي مساء هذا اليوم كنا على موعد مع جماعة مسجد المؤمن وهم من المسلمين السود الذين تركوا جماعة اليجا محمد بسبب أفكاره الخارجة عن الإسلام، وهم كذلك يعتقدون أن ابنه "ولس الدين"لا زال يعتقد ما كان يعتقده أبوه إلا أنه يدلس على الناس، هكذا يعتقدون فيه.
وكان إمام المسجد غائبا ونائبه موجود، ومسجدهم غرفة واسعة نسبيا وهم متحمسون للإسلام حريصون على تطبيق ما يعلمون في واقع حياتهم.
يلبس غالبهم الثوب العربي وعمامة سوداء، وبعضهم يلبس الطاقية بدل العمامة.
ورأيتهم في صلاتهم يحاولون تطبيق صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بلغني أنهم ساخطون على المجتمعات الإسلامية، وعندهم فكرة التكفير المعروفة - أصلا - عند الخوارج وأنهم مصممون على تطبيق أحكام الحدود والقصاص على أعضائهم وأنهم طبقوا - فعلا - حد الشرب على أحدهم وأنه ارتد عن الإسلام بسبب ذلك.