ولشدة تضايقنا من الجلوس في هذا المكان وسوء المناظر البشرية المؤذية اتصلنا بالأخ محمد نور نطلب منه سرعة التوجه إلينا، وفعلا جاء الأخ محمد نور ومعه السيارة التي كنا طلبنا اسئجارها لتبقى معنا مدة بقائنا في شيكاغو يقودها أحد الشاب البلاليين، لا أذكر اسمه الآن ولكنه طبيب.
يطبق النظام بدون خصام:
نقلنا أثاثنا إلى الفندق الجديد وتركناه لنذهب إلى إدارة المرور لنأخذ تصريحا بالقيادة في مدينة شيكاغو، وفي الطريق إلى مسجد البلاليين الذي كنا نريد أن نلتقي فيه بالأخ صلاح الدين الذي يتولى قيادة السيارة بدلا من أخينا الطبيب، وقبل أن نصل إلى المسجد حصل مخالفة مرورية غير مقصودة من قائدنا فقد كانت الإشارة خضراء وهو بعيد فأسرع ليسبق الإشارة الحمراء، ولكنها سبقته هي فناداه ضابط المرور عن طريق مكبر الصوت فوقف.
ونزل القائد والضابط ولم يدر بينهما حوار كما يدور بين ضابط المرور والسائقين في بلدان الشرق، بل يسأل الضابط تعترف بأنك أخطأت؟ فإن اعترف فعليه أن يدفع الغرامة الجزائية وإن قال له لا لم يكلمه وإنما يعطيه قسيمة فيها نوع المخالفة وموعد المحاكمة ويذهب كل منهما في سبيله، وإذا جاء يوم المحاكمة حضر محامي السائق، وفي الغالب يكون محامي جمعية أو شركة ينتمي إليها السائق، وحضر محامي إدارة المرور مع السائق والضابط وهناك يبت في الأمر في صالح أحدهما وينتهي الأمر.
وأنا عندما أذكر مثل هذه الحادثة أريد من ورائها التنبيه على احترام الإنسان لأخيه الإنسان، ولا سيما إذا كانا مسلمين.