وفرش لنا الأخ محمد نور في غرفة الاستقبال فاستلقينا ونمنا نومة مريحة إلى أن حان وقت صلاة العصر فصلينا وعدنا إلى مسجد البلاليين حيث ألقيت الكلمة في قاعة المحاضرات التي غصت بالحاضرين ثم عدنا إلى فندق روزفليت لنكمل المشوار الطويل معه.

صحبنا الأخ محمد نور إلى الفندق ورجع بعد ذلك إلى أهله فأخذنا نقارن بين الفندق لندن وفندق روزفليت في الأسباب والأهداف والمرافق.

انقلاب ومصالحة:

ولقد نزعت الغطاء الذي كان على سريري والمخدة ـ ورميتها بعيدا لعدم قدرتي على النوم عليهما، وأخذت بعض ثيابي ففرشتها وبعضها جعلتها بدل المخدة، ونمت متقززا، كأن تحت جنبي شوك السعدان، وقلت لزميلي ما رأيك لو صعد إلينا بهذه السلالم الموجودة بجانب الفندق أحد السكرى أو طائفة منهم؟. فقال: سنعمل جهدنا إن شاء الله فلا تخف وأغلقنا الشباك الذي يخشى من دخول أحد منه.

وبسط زميلي عمامته السودانية الطويلة على فراشه ومخدته ونام عليها دون أن ينزع فراشا أو مخدة تحديا لفندق روزفليت وكنت أن حظه أحسن حالا من حظي، فربما كان فراشه نظيفا وكذلك أكياس وسائده ولكنه فضل المصالحة وفضلت الثورة.

ليل طويل:

وعندما استيقظنا لصلاة الفجر، وكان هو الذي أيقظني بدا على وجهه علامة الاشمئزاز والتضجر، وهو يحك في جسمه وسألته ما بك يا دكتور؟ فقال: لقد كانت هذه الليلة طويلة عليّ، وكنت أظن أنه سيتمثل ببيت امرئ القيس:

أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح عنك بأمثل

ولكنه كاد ولم يفعل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015