بل ذكرنا، وهذا لم نره، أن بعض الآلات تتعامل عك في الطعام الساخن والبارد وهكذا.

بل إن البنوك تتعامل معك في أيام العمل وأيام الإجازات في الليل والنهار إذ تأتي إلى فتحة صغيرة فترمي فيها بطاقتك وتذهب الآلة تسأل أخواتها إن كان بقي لك شيء يكفي للمبلغ المطلوب فإن كان موجودا فإنه يأتيك في أسرع وقت وإلا رجعت لك بطاقتك بعد الاعتذار لها.

إنني عندما رأيت بعض هذه الأمور وعلمت عن بعضها وسمعت غير ذلك مما يدهش العقل ورأيت الناس كيف يعملون في الحسابات وغيرها خرجت بنتيجة أن هؤلاء الذين يستخدمون هذه الآلات قد أصبحت عقولهم آلات عدا أولئك الذين يفكرون بعقولهم ويبتكرون ويخترعون فإن أمرهم مختلف، قل لي بربك ألا تكون النتيجة هي الشكوى من البطاقة.

الملحوظة الثالثة: إن مجال هؤلاء العاطلين هو الدول المتأخرة، والتي يسمونها بالنامية. لذلك ترى الآلاف من الغربيين يؤمون هذه البلدان بطلب منها في مجالات مختلفة منها الخطير ومنها الحقير.

وهكذا كان صاحبنا القطار الصغير، إلا أنه لم يعلم أخذ النقود، بل يتقدم دون مقابل، ولكن لا يخدمك إلا لإيصالك إلى المتجر وإعادتك وهناك في هذا المتجر الضخم لا يرجع هذا الراكب إلا بعد أن يشتري شيئا ما، ليس عن طريق الإجبار والترهيب ولكن عن طريق الإغراء فلكل واحد ما يعجبه في هذا المتجر إن لم يكن في هذا الطابق ففي الذي يليه، لهذا فلا حاجة لهم إلى دفع قرش أو قرشين فستدفع ما يكفي وزيادة.

ومن فوائده لهم أن المتجر لا يدخله الناس إلا عن هذا الطريق الذي يسهل عليهم المراقبة، وهناك أجهزة مراقبة في المتاجر الكبيرة يكون الإنسان فيها مكشوفا في شاشة التلفزيون الخاص تصوره الكمرة على ما هو عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015