قلنا في نفوسنا: نركب مع الناس، وهذا المركب قد جرب، وقد آمنه الناس على أنفسهم لمدة طويلة، فما يظن به أنه يخرج عن طريقه، أو يتجاوز موقفه وذكرنا اسم الله الذي سخره لنا وسخر عقول بعض خلقه كذلك.

وهنا استحضرت ثلاث ملحوظات:

الملحوظة الأولى: أن أهل الغرب اتعبوا أنفسهم وكدوا عقولهم لاستخدام ما سخره الله تعالى لهم في هذا الكون، وسلكوا السبيل المطلوب لهذه الاستفادة فكانت النتيجة أن تحقق لهم كثير مما أرادوا.

لذلك ترى صاحب الآلة نائما وهي تخدمه طول الوقت، هذا في الأمور المادية البحتة.

الملحوظة الثانية: أن الآلة حلت محل الإنسان في كثير من الأعمال فتعطل كثير من الناس عن العمل، ولذلك ارتفعت الشكاوي من البطالة لأن هناك مجالات أخرى غير هذا المركب كالمصانع التي يكفي شخص واحد ليدير ألفا عن طريق جهاز الكمبيوتر والمراقبة ويكفي أن يضغط شاب على زر لتشغيل المصنع بكامله، بل إنك تستطيع أن تتعامل مع الآلات في صرف نقودك، فتدخل النقود الورقية في الآلة فتضغط على أحد الأزرة فتخرج لك عدد القروش المماثلة دون زيادة أو نقص، تصور لو كان ذلك عن طريق الناس كم كان يحتاج من الوقت ليعد لك ولغيرك تلك النقود المعدنية، وكم يحتاج من البشر ليكفي عشرات الناس في الدقيقة الواحدة؟.

وتتعامل مع الآلة في شراء بطاقات دخول القطار فتذهب إلى الآلة وترمي لها النقد المعدني ثم تضغط على الزر فإن كان النقد هو المطلوب رمت لك البطاقة في محفظة سفلى، وإن كان أكثر من المطلوب ردت لك الباقي وأعطتك البطاقة، وإن كان أقل منه انتظرت حتى تكمل.

وتتعامل مع الآلة في شراء أنواع الأشربة، إذ توجد بها العلب وعلى كل نوع كتبت قيمته، فما عليك إلا أن ترمي النقد المطلوب ثم تضغط على الزر المختص فيرمي لك العلبة التي أردت.

وهكذا إن شئت قهوة بسكر أو بغير سكر قليل ساخنة أو بادرة فإن الآلة تتعامل معك في أسرع وقت وبدون خصام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015