ولقد نزلت فلا تظني غيره
وقال: أزعقه فهو مزعوق على هذا القياس حكاها عن الأموي.. وقال غيره: زعقته بغير ألف فانزعق أي فزع فإذا كان هذا فمزعوق على القياس وأنشد:
لا مبطئا ولا عنيفا زاعقا
تعلّمن أن عليك سائقا
لبّا [10] بإعجاز المطي لاحقا
ثم قال وقال الفراء: "برّ حجّك" فهو مبرور فإذا قالوا: "أبر الله حجك"قالوا بالألف فهو مبرور وقالوا: المبروز من أبرزت وأنشد:
الناطق المبروز والمختوم
أو مذهب جدد على الواحنَ
وقالوا: المضعوف من أضعف قال لبيد:
جمان ومرجان يشد المفاصلا
وعالين مضعوفا ودرا سموطه
ومن هذا الباب [11] أمرضه الله فهو من المرض، أرضه من الأرض وهو الزكام، وأملاه من الملاءة، وأضأده من الضؤده وكله الزكام وكل هذا يقال فيه مفعول ولا يقال (مفعل) وكذلك مهموم من أهمه الله تعالى.
رأي ابن جني المتوفى سنة392هـ:
قال في الخصائص [12] : وعلة ما جاء من أفعلته فهو مفعول نحو: أجنه فهو مجنون، وأسله فهو مسلول وبابه أنهم إنما جاءوا به على (فعل) نحو: جن فهو مجنون، وزكم فهو مزكوم، وسل فهو مسلول وكذلك بقيته، فإن قيل لك من بعد: وما بال هذا خالف فيه الفعل مسنداً إلى الفاعل صورته مسند إلى المفعول، وعادة الاستعمال غير هذا وهو أن يجيء الضربان معاً في عدة واحدة نحو: ضربته وضرب، وأكرمته وأكرم، وكذلك مفاد هذا الباب.
قيل إن العرب لما قوي في نفسها أمر المفعول حتى كاد يلحق عندها برتبة الفاعل وحتى قال سيبويه [13] فيهما: "وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم"خصوا المفعول إذا أسند الفعل إليه بضربين من الصنعة، أحدهما تغيير صورة المثال المسند إلى المفعول عن صورته مسند إلى الفاعل والعدة واحدة وذلك نحو: ضرب زيد وضرب، وقتل وقتل، وأكرم وأكرم، وحرج ودحرج.