ولقد أحسست منذ اللحظة بثقل العبء، وجسامة المسئولية، ذلك بأن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إنما تغاير الجامعات المنبثة في أنحاء العالم، فهي فريدة في نهجها، فريدة في وسائلها، فريدة في أهدافها:
أما نهجها: فهو أنها خصصت خمسة وثمانين في المائة على الأقل من مقاعد طلبة العلم الدارسين بها لأبناء العالم الإسلامي في مختلف أنحاء المعمورة، ولم تبق للطلاب السعوديين سوى 15% على الأكثر من مقاعدها، الأمر الذي وصل به عدد جنسيات من يدرسون بها من خارج المملكة مائة جنسية، ومن ثم حُق لها - وهي بهذه المثابة - أن توصف بأنها جامعة العالم الإسلامي بأسره.
وأما وسائلها: فهي أنها قد أمَّنت لكل دارس بها وسيلة قدومه من بلده إلى مقرها، كما أمَّنت - بعد قدومه - لمأواه مسكناً مؤثثا تطيب به نفسه، وأمَّنت له كتب العلم المتنوعة التي يحصلها، والعلاج القريب بمستشفى كائن بمقر الجامعة تقوم عليه نخبة من خيار الأطباء، وإضافة إلى هذا فقد خصصت الجامعة لطلابها سيارات خاصة تنقلهم يومياً من مهاجعهم بالجامعة إلى الحرم النبوي الشريف ثم تعيدهم إليها وفوق ذلك كله فإن الجامعة تمنح كل طالب فيها مكافأة شهرية مجزية.