"يامعشر المرابطين أنا ميت في يومي هذا وأنتم في بلاد عدوكم، فإياكم أن تحنثوا- تجبنوا- وتفشلوا وتذهب ريحكم- كونوا ألفة على الحق، وإخوانا في الله، وإياكم والمخالفة والتحاسد على الدنيا- وإني ذاهب عنكم، فانظروا من ترضونه لأمركم يقود جيشكم ويغزو أعداءكم ويقسم ركابكم وأعشاركم"..
ولقي ربه في يومه ودفن بموضع مرتفع في مكان يعرف بكريفلة قريبا من تامسنا وهو بين الرماني وابن سليمان في طريق الرباط الدار البيضاء في الرابع والعشرين من جمادى الأولى يوم الأحد سنة 431 هجرية وبنى مسجدا لا يزال حتى الآن.
لقد أفاض المؤرخون والفقهاء والعلماء في الثناء على أبى محمد عبد الله بن ياسين في ذكر أعماله وجهاده وإخلاصه يقول الخطيب:
"وكان عبد الله رجلا ورعا سنيا ذكروا أنه غزا السودان في جيش لمتونة ففقدوا الماء وأشرفوا على الهلاك فتوجه عبد الله إلى الله ودعا وأمنوا على دعائه ثم قال:
احتفروا تحت رجلي فحفروا فألفوا الماء على مقدار شبر من الأرض، واستقوا ولم يزل صائما في بلادهم من يوم دخولها إلى أن توفي، ولم يقتت إلا من لحوم الصيد"..
ويقول المؤرخ الإسلامي د. حسن محمود: