ولقد سمع الشيخ قبل أيام وفي إحدى حلقاته الخاصة يحدث تلاميذه - وهو أحدهم -عن أهمية هذه المتابعة في تربية المريد. ومن الأمثلة التي قصها آنئذ عليهم خبر ذلك المريد.. الذي أنبأه شيخه أن أمه تضطجع مع رجل، فعليه أن يذهب حالا ليأتيه برأسه.. فلم يلبث أن مضى إلى الدار وعلى الرغم من أنه وجد أباه هو المضطجع مع أمه لم يتردد من تنفيذ أمر الشيخ فاحتز رأسه وجاء به ليضعه بين يديه وهو يقول: "هاهو الرأس يا سيد الشيخ.. ولكن لا تنس أنه أبي!..". وهنا أمره الشيخ أن يعيد النظر إلى الرأس فإذا هو رأس رجل آخر وإنما كان تمثيله شكل أبيه من عمل الشيطان الذي اتخذ من ذلك وسيلة لدفع المريد إلى معصية الشيخ. فكان المريد بطاعته لشيخه أقوى من الشيطان!

ولقد كان لهذه القصة وقعها العميق في قلوب سامعيها.. أزالت منها كل أثر للتردد في وجوب الطاعة. ولعل أبا جميل نفسه كان أشد تأثرا بها واعتزاما لتحقيقها في سلوكه مع شيخه.. فما له الآن يسمح لوسواس الشيطان أن يراوده فيسمع في شيخه مثل هذه الريب المستحيلة ومن ثم يسمح للشك أن يتطرق إلى ثقته في وقت هو أحوج ما يكون إلى التشبث به!!

كلا.. كلا.. إنها من عمل الشيطان.. وليست مهمة المريد إلا مجاهدة النفس بإعدادها للانتصار على نزعات الشيطان..

ولكن.. فاطمة.. إنها والله لفاضلة.. وهي تقول: إنه عبث بصدرها وأنه فاتحها بطلب السوء!! نعوذ بالله. أفتكذب فاطمة في ذلك؟..ولماذا؟..

-4-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015