ولا بد من عودة الإسلام كله إذا أردنا أن نحيا أن ونرشد، عودة عملية وعلمية نظرية وتطبيقية، لا نفرط في ذرة من ديننا لا نتنازل عن شعبة من شعب الإيمان ولا عن كلمة من القرآن..
إن الأديان القديمة اضمحلت وتلاشت بسبب هذا التفريط العارض، ولعله بدا يسيراً ثم تفاحش مع الزمن حتى أتى على هذه الأديان من القواعد.
ولن نسمح أبدا أن يرد ديننا هذا المصير، ويترك هذا شيئاً وذلك شيئاً، ويتعلل هذا بالتطور، وذاك بالمصلحة، ولا تزال الأعذار تتوالى والتعاليم تتهاوى حتى يسير الإسلام أثراً بعد عين!!
لن نقبل أبداً أن يتعرض الإسلام لهذا المسلك الكفور في الأخذ والرد، فأجزاء الدين كعناصر الدواء لا يتم الشفاء إلا بها كلها ومن ثم فلا تنازل عن شيء منها..
أن تحريف الكلم عن مواضعه آفة تصيب الأديان على امتداد الزمان.. ولهذا التحريف مظاهر ثلاثة..
1- التدخل في الوحي الإلهي بالحذف والزيادة، اتباعاً للهوى أو غلواً في الدين.
2- التأويلات الفاسدة والتفاسير الباطلة لما ورد من نصوص.
3- تعطيل العمل بطائفة من الأوامر والنواهي وتوارث هذا العطل من جيل إلى جيل حتى تنشأ خلوف قاصرة تظن ما أهمل قد نسخ وباد..
ومن حسن حظنا نحن المسلمين أن كتابنا محفوظ بعناية الله، فالأصل الذي نحتكم إليه قائم دائم، ومن حسن حظنا أن الإجماع منعقد على أركان الإسلام والأجهزة الرئيسية أي تتفرغ عنها شعبه وقوانينه هنا وهناك.
وإنه لسهل على المصلحين بعد ذلك أن يقاوموا المعطلين لحدود الله والمنحرفين عن صراطه المستقيم، وأن يتمسكوا بالدين كله علماً وتطبيقاً، دراسة وسلوكاً، نهج حياة خاصة وعامة.