الإسلام الذي يجعل في أفراده إحساساً مرهفاً يشعر بأدنى ألم يمس أي واحد منهم في أي بقعة من جوانب الأرض " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى " (البخاري) ، ومن ثم يقف بجانبه دائماً: ينصره إن ظلم، ويحجزه إن تطاول: "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً". قال: أنصره مظلوماً، فكيف أنصره ظالماً قال: "تحجزه عن ظلمه فذلك نصره " (البخاري) ..
الإسلام الذي يطهر مجتمع أفراده من دناءات الظن، والتجسس، والتحسس، والتنافس المذموم، والتحاسد، والتباغض، والتدابر، والظلم، والخذلان، والإحتقار، والتطاول على الأموال، والدماء والأعراض، والتعويل على مظاهر الأشكال والأجسام، والبيع على بيع الآخرين بما يوغر صدورهم، والهجر الذي يمزق عرى الأخوة ويفرق الأمة "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله تعالى، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: ماله ودمه وعرضه. إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره – ألا لا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " (مسلم) .