(وبعد) .. فلقد حل الوقت، ولزم الأمر لكي يقوم علماء الأمة الإسلامية الفضلاء بواجبهم المقدس، أولئك الذين يعملون في مجال الصيدلة والطب والعلوم الطبيعية المختلفة وفي الصناعة.
فعليهم أن يبدءوا دراساتهم وأبحاثهم وتجاربهم العلمية البحتة والتطبيقية والصناعية، من منطلق العقيدة الإسلامية، والفكر الإسلامي هادفين أولا إلى التخلص من استعمالات (الكحول) ، في تجهيز المستحضرات الصيدلية والتركيبات الدوائية والعلاج ومستحضرات التجميل، وغير ذلك من متطلبات الحياة العصرية، بالإضافة إلى التخلص من استعمال المفترات والمنبهات إلا في حدود الضرورة الشرعية التي يتفق عليها علماء الأمة الإسلامية.
وعليهم أن يكشفوا النقاب بدراساتهم الجادة عن (خدعة كبرى) دخلت على العلم، والعلم منها براء، ألا وهي (خدعة الكحول) .
وعليهم أن يضعوا حداً لدور (الكحول) في متطلبات العصر الحديث، بحيث يعود إلى وضعه الحقيقي وحجمه الإنساني الذي كان عليه من قبل وطوال قرون عديدة (خمراً مسكرا) لا يتناوله إلا من يريد الحصول على (عربدة السكارى) ، و (نشوة المخمورين) ، وحتى لا يزعم بأهميته وضرورته إلا من ينصرف عن الحقائق العلمية عامداً متعمدا، بقصد الإطاحة بتعاليم الإسلام (دين الفطرة) وخاتم الأديان.
وعلى علمائنا الأفاضل - كل في موقعه - أن يتخذوا من الدراسة والتجريب والتصنيع، خير برهان وأقوى منطق للكشف عن زيف هذه الدعوى القائلة (بأهمية الكحول وضرورته) في الطب والصيدلة.
ولقد أصبح الوقت مناسبا لإجراء مثل هذه الدراسات والبحوث خلال هذه النهضة العلمية التي تعيشها الأمة الإسلامية، وعن طريق الاستفادة من التطور الذي أدخله العلم المعاصر على الصناعة ووسائل الإنتاج.