أما الموقف الثاني فمع رأي آخر للمثل نفسه في كتاب له يدرس في السنة النهائية من القسم الثانوي؛ إذ أورد قول المعري من لزومياته:
لو كان لي أو لغيري قيد أنملة
من التراب لكان الأمر مشتركا
فراح يقرر إيمان المعري بالاشتراكية على أنه سابق لأهلها بالدعوة إليها!.. وقد نسي - هداه الله - أن المعري إنما يتحدث في توحيد الله عز وجل جلاله، فينفي أن يكون لأي مخلوق أي أثر من الملكية في هذا الوجود، فالبيت إذن تقرير لوحدانية الخالق، وتنزيهه سبحانه عن كل ألوان الشرك، والمعصوم من عصمه الله، ولا حول ولا قوة إلا به.
إذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستة مشاهد:
1- مشهد التوحيد؛ وأن الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه.. "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن"..
2- مشهد العدل؛ وأنه ماضي فيه حكمه عدل فيه قضاؤه..
3- مشهد الرحمة؛ وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه ورحمته وحشوه..
4- مشهد الحكم؛ وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك، لم يقدره سدى ولا قضاه عبثا.
5- مشهد الحمد، وأن له الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه..
6- مشهد العبودية، وأنه عابد محصن من كل وجه تجري عليه أحكام سيده القدرية، كما تجرى عليه أحكامه الدينية..
(من كتاب الفوائد لابن القيم)
--------------------------------------------------------------------------------
[1] يرى محقق (مشكاة المصابيح) أن الحديث قد روي موصولا من طريق جماعة من الصحابة، وورد تصحيحه عن الإمام أحمد.
[2] متفق عليه.
[3] راجع سيرة ابن هشام ص 219، 220 ج3 ج1 الحلبي عام 1955 بتحقيق السقا ورفيقه.