خاتمة:
وأخيراً فهذا هو الطريق قد بينته لأخوة الإسلام، وهو طريق واضح مستقيم، السير عليه مأمون العثرات، وسلوكه محمود النهايات.
وأنه لآمن وأسلم، وأرجى أن يحقق سالكوه ما يصبون إليه من إقامة المجتمع الإسلامي، والحكم الإسلامي، ليعبدوا الله وحده، ولينجو المسلمون ويسعدوا.
إنه لآمن وأسلم وأرجى من طرق شتى سلكها كثير من المؤمنين لهذه الغاية، وما وصلوا إليها، وما فازوا بها.
أقول أن طريق جماعات المسلمين هو الطريق السوي المرضي، المأمون العثرات، المحمود العواقب والنهايات، وإن السير عليه، والسلوك فيه ليس بأصعب من السير على تلك الطرق، التي بعضها ضيق غير قاصد وبعضها مظلم متلف، وقد جريت كلها فلم يجد منها طريق، ولم ينفع منها آخر، فلم يبق إذا إلا طريق واحد هو سبيل جماعة المسلمين الذي هو سبيل المؤمنين الذي قال تعالى فيه:
{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [26] .