فهو مستبشر مسرور لعلو الملك ثانية بحلول الخليفة الراضي, الذي سيعيد المهابة إلى الخلافة الإسلامية, بعد الضعف الذي أصابها من قبل, ويقول إن السرور عم جميع المسلمين بتولي الخلافة رجل همام سيعيد للدولة مجدها وهيبتها بقوة عزيمته.
ويقول في مديحته السينية.. إن الدهر قد ضحك بعد أن ظل عابسا مدة طويلة, وأن السعد سيكون حليفا له وللمسلمين بعد أن لازمهم النحس طويلا, وستلبس الأيام ثوب النعيم, بعد أن لبست طويلا أثواب الشقاء, لأن الله سبحانه وتعالى قد اختار للخلافة رجلا قويا سيعيد لها هيبتها وجلالها بعد أن كانت كالربع الواهي الضعيف البناء.
يقول:
ضحك الدهر بعد طول عبوس
طالعا بالسعود لا بالنحوس
وأتتنا الأيام متعذرات
لابسات نعيمها بعد بوس
رضي الراضي الإله لملك
أوضح النهج منه بعد الدروس
آنس الله بالخليفة ملكا
موحش الربع واهن التأسيس
ويمدح الخليفة الراضي بالله، بأنه نسيم الحياة، الذي أنعش الدهر وأضحكه، ويشبه أيامه اللذيذة وسعادة الناس المحبين للوصال، وسعادة العروسين في ليلة الزفاف، وهما صورتان جديدتان برع الصولي في رسمهما، يقول:
يا نسيم الحياة أضحكت دهرا
كان لولاك دائم التعبيس
إن أيامك اللذاذ كوصل ال
حب طيبا ونومة التعريس
وليس معنى ذلك أن جميع فواتح قصائده تسير على هذا المنوال، فالصولي يجاري أيضا تيار عصره، ويحاكي الشعراء المعاصرين التقليديين، فبدأ أحيانا بعض مدائحه بمقدمات غزلية مأثورة، له فيها لفتات نادرة، وصور رائعة، من مثل قوله في مديحته الدالية للراضي:
متيم متلفه تلدده
بان بين الهوى تجلده
طال عليه مدى الصدود فما
يبصره في ضناه عوده
قد كتب الحب بالسقام له
نظمه بمن أتي بفنده