وأول ما لاحظته في هذه المؤتمرات أن المدعوين إليها خليط من المسلمين ومن غير المسلمين، بل إن بعض المدعوين لهم كتابات معادية للإسلام ومنهم أشخاص من ورثة الصليبيين الذين يدرِّسون التاريخ الإسلامي بِنِيَّة منعقدة على جمع المطاعن وتلفيق الأباطيل ضد الإسلام وحقائقه الناصعة وهم بذلك يتنكرون للمنهج العلمي الصحيح الذي يحرص على بيان الحقائق وعرضها دون أن تمزج بمرارة الحقد والتعصب، فكيف يدرس هؤلاء إعادة كتابة التاريخ الإسلامي وتنقيته مما علق به من الشوائب، وهم الذين أسهموا في تشويه الحقائق أو طمسها؟!.كيف يبحث غير مسلم التاريخ الإسلامي ويكون منصفا في دراسته؟!..كيف يقول شخص من ورثة الصليبيين كلمة الحق في التاريخ الإسلامي وهو الذي يحرص على رمي الإسلام بتهم باطلة ظالمة؟!. إن إعادة كتابة التاريخ الإسلامي وتنقيته من أباطيل هؤلاء الأعداء المغرضين أمر لازم ينبغي أن يتم في أقرب وقت ممكن ولكنه أمر يجب أن يضطلع به باحثون مسلمون مخلصون يؤمنون بالله ورسوله، وينبغي أن يبعد عنه أعداء الإسلام سواء من كان منهم من غير المسلمين أو من كان ممن ينتسبون إلى الإسلام، حتى يراقب هؤلاء الباحثون الله في أثناء كتابتهم للتاريخ الإسلامي.
نحن لا نطالب إلا بإثبات الحقائق خالصة من كل زيف، غير متأثرة بأي هوى، وهذا ما يتفق مع المنهج العلمي الصحيح، لأن إثبات الحقيقة العلمية هو غاية الدارسين المخلصين الصادقين. أما تشويه الحقائق، والتشكيك فيها، فأمر لا يتفق مع المنهج العلمي السليم، وليس من العلم في شيء.