فما العلاج؟ إنني أستبعد موقف التهرب والانزواء واليأس، فالداعي إلى الله دائما متفائل حتى لو كان في أحلك الظروف وأشد الأحوال ولذلك لابد من البحث الحثيث والدراسة المستفيضة لوضع خطط واقتراح سبل وأساليب للتغلب على هذه المعوقات والعقبات وتحويل بعضها إلى عوامل دعم وقوة ومساعدة.

ومما يزيد في تفاؤلنا هذه التباشير التي تنطوي على إرهاصات بأن المستقبل للإسلام، ومن هذه الإرهاصات الخارجية والداخلية.

(1) الإفلاس الحضاري الذي يتمثل في الجفاف الروحي والتعفن الخلقي والتمزق الأسري والاضطرابات الاقتصادية والفوضى الفكرية مما أوجد تيها وضياعا بالإضافة إلى إصرار الغرب والشرق معا على ظلم الشعوب واستغلالها والحيلولة دون انعتاقها من ربقة التبعة مما جرد هذه الحضارة بشقيها من أهلية القيادة، ورغم ما يبدو من محاولات جبارة للإنقاذ فإن الأمور لا تعدو أن تكون صحوة المحتضر.

(2) أما في الداخل فهناك إفلاس شامل ومذهل لما استوردوه من مذاهب وإيديولوجيات وما ابتدعوه من ترهات القومية وغيرها فقد تعرت حقائقها وانكشفت أهدافها أمام الشعوب الإسلامية بسرعة كبيرة بما جرته عليها من ويلات وما حققته من خيبات وما زرعته من سخط وتذمر وليس بينها وبين إقبارها النهائي سوى توفر بعض الظروف المواتية للإعلان عن الاستجابة السليمة لمطامح هذه الشعوب وإرادتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015