11- وعليه أن يعمل دائما على ما ينشِّط ذهنه بالترويح عن النفس وذلك بالسير في الخلوات والمنتزهات وممارسة الرياضة. وأن لا يأكل ما يفسد عليه ذوقه وفهمه أو يضر بصحته أو ينسيه بعض ما درس وكان المسلمون الأوائل يوصون الطالب بتناول بعض الأطعمة وشرب بعض الشراب الذي يعتقدون أنه يقوي الذهن والذاكرة مثل: أكل الزبيب بكثرة، وشرب الجلاب والعسل واستعمال السِّواك.
هذه هي بعض التعاليم الإسلامية الأصيلة التي وردت على لسان العلماء والمربين المسلمين الأوائل لأبنائهم من طلاب العلم في كل زمان ومكان, لتصلح من شأنهم وترفع من قدرهم وتسمو بمستواهم العقلي والخلقي والبدني والاجتماعي, وهي مشاعل تنير لهم طريق الهداية في حياتهم الدراسية، حتى إذا ما خرجوا إلى ميدان الحياة العامة كانوا رجالا عاملين مؤمنين مشبَّعين بروح التربية الإسلامية السمحة التي تعصمهم من الزلل وتهديهم صراطاً مستقيما في حياتهم الدنيوية والأخروية.
النظام التأديبي لطلاب المدرسة الإسلامية:
اهتم المربُّون المسلمون الأوائل بأمر عقوبة الطفل وتأديبه بغية تعليمه وتهذيبه وتقويم سلوكه, وقد اختلفت آراؤهم في الوسيلة التي يعاقب بها الطالب:
1- رأى بعضهم أنه لا بد من العقوبة، على أن لا تتعدى حدود الإنذار، فالتوبيخ، فالتشهير أمام زملائه، فالضرب الخفيف.
2- وقال آخرون بإباحة الضرب والعقوبة الجسدية الشديدة إذا ما تجاوز الطفل حدود المعقول والمقبول ولم ينفع فيه الإنذار والتوبيخ والتشهير والزجر والضرب الخفيف.